كشفت الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية الأورومتوسطية عن ضعف الأداء الديبلوماسي البرلماني مما يطرح تساؤلات حول مدى أهمية الديبلوماسية البرلمانية المغربية في هذه الظرفية التاريخية التي يجتاز فيها العالم العربي تغييرات بعد ما اصطلح عليه بربيع العالم العربي .
وطبيعيا أن يتغيب ممثلو فرق الأغلبية والمعارضة الذين قد يكونون تأثروا بمواقف العدالة والتنمية التي توجد على رأس الدبلوماسية الحكومية المغربية استثناءا حضور باهث لم يتجاوز رئيس الفريق الاشتراكي احمد الزايدي ،ورئيس الفريق الكونفيدرالي فرياط أما ما عدا ذلك لا حضور ،ولا حوار ،ولا نقاش،ولا مباحثات ،ولا مفاوضات برلمانية على الرغم من وزن وأهمية المشاركين من الدول العربية والأوروبية ،والذين أبانوا عن دور وأهمية التشريعات في تطوير الأمم.
ان النظم تتغير ،وبناء نظام سياسي جديد في العالم العربي أصبح ضرورة حتمية ،ولذلك كانت الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية الاورومتوسطية تاريخية بكل ما تحمله من مغزى ودلالات تخلف فيها عن الموعد ممثلي الشعب المغربي في البرلمان،الدين تبقى عليهم أمانة الدفاع عن مصالح الشعب في المنتديات الدولية مثلما يقوم به ممثلي الشعب الفلسطيني الدين يرون ان المشاركة وعدم ترك المقعد الفارغ بحضور ،أو عدم حضور الإسرائيليين وسيلة لإبراز قضيتهم المشروعة ،في حين إن أطياف من الأحزاب ،وجمعيات المجتمع المدني المغربي تعتبر نفسها حاملة قضية عربية من دون فتح قنوات الحوار والتفاوض مع الجانب الإسرائيلي.
إن الوضع العربي الراهن ،والعالم بأجمعه تغير بشكل كبير ،وسياسة التضليل ،والتسويف ،والمقاطعة ولى لان الشعوب تبحث عن حلول أقوى من أي مقاطعة وأي فضاء يترك فيه مقعد العربي فارغ.
والمغرب ووعيا منه بضرورة التعاون ،والمشاركة في المؤسسات الدولية المنتخبة ومنها على الخصوص البرلمانات الوطنية التي تعتبر صوت الشعوب كافية لإبراز مدى تطور البلد ومدى حرصه على أن مستقبل الشعوب يأتي بالحوار والسلم ،لا بانتهاج سياسة الحقد والكراهية التي لا تجني على أصحابها إلا المآسي،والمشاكل المتعددة إن اقتصاديا ،أو سياسيا.
وهنا نشير أن أي مزايدات عن مسالة التطبيع أو غير التطبيع ،حضور أو عدم حضور الإسرائيليين هي مسؤولية أولا للدولة الفلسطينية التي توجه في كل المنتديات الدولية إشارات قوية للعرب على أن القضية الفلسطينية ليست وسيلة للترهيب ،والإرهاب ،وليست قضية الجلوس أو عدم الجلوس بل هي قضية شرعية وكونية لا تحل إلا بالحوار الداعي إلى السلم أولا.
معاريف بريس
أبو ندى
www.maarifpress.com