معاريف بريس – أخبار وطنية
لا حديث في الشارع التمسناوي اليوم إلا عن ضعف الخدمات المقدمة للساكنة المحلية، لا سيما فيما يتعلق بالنقل والإنارة العموميين، رغم الوعود التي قدمتها ولازالت تقدمها مجموعة العمران تامسنا عن كونها ستحل مشكل الإنارة العمومية بشارع محمد الخامس بمدينة تامسنا. إلا أن الملاحظ بأن هاته المؤسسة لا تعير لرمزية الشارع الذي يحمل اسمه دلالة كبيرة في وجدان كل المغاربة إذ يمثل رمزا للأمة، فكل الشوارع بالمدن المغربية التي تحمل اسم رمز الأمة محمد الخامس تحظى بعناية خاصة، ولنا في شارع محمد الخامس بمدينة الرباط خير دليل على هاته العناية الخاصة التي يحظى بها هذا الشارع من (إنارة ونظافة، وبستنة..).
في المقابل لا يلقى شارع محمد الخامس بتامسنا نفس العناية التي تلقاه شوارع المدن المغربية التي تحمل نفس الإسم، شركة العمران والمكتب الوطني للكهرباء فرع تامسنا والجماعة الترابية لسيدي يحيى زعير، لا يعيرون لهذا الشارع الإهتمام الذي يستحق، حيث يعيش هذا الشارع لمدة سنوات طويلة ظلاما دامسا ولاسيما على مستوى المقطع الرابط بين شارع مولاي ادريس الأزهر وشارع محمد الخامس بداء من إقامة الياسمين مرورا بتجزئة التعاونيات السكنية للموظفين وكذا مشروع جيت سكن سابقا ( لايلاس حاليا) وصولا إلى مشروع الكنز وديار المنصور. إذ تعاني الساكنة المحلية التي تقطن على طول هذا المقطع الويلات ولاسيما مع حلول الليل إذ يفرض الوضع المظلم على هاته التجمعات السكنية حضر التجوال الليلي قسرا. خصوصا أولئك الذين لا يتوفرون على سيارة خاصة أو وسيلة للتنقل. مع العلم أن هذا المقطع والذي يمتد على طول كيلومتر ونصف ظل بدون إنارة منذ إحداثه، مما يجعل المرور منه تهديدا حقيقيا لعموم المواطنين الراغبين في سلك هذا المقطع ويعرض حياتهم وسلامتهم الجسدية لمخاطر وتهديدات حقيقية وعلى رأسها الكلاب الضالة.
وللإشارة فهذا الوضع دفع بممثلي الساكنة القاطنة بهاته التجمعات إلى طرق العديد من الأبواب (شركة العمران تامسنا، جماعة سيدي يحيى زعير، المكتب الوطني للكهرباء فرع تامسنا ) ولكن دون جدوى. إذا ظلت الساكنة تتقادفها الأيدي ما بين مسؤولي تلكم المؤسسات حيث يحمل كل منهم المسؤولية للأطراف الأخرى. فعلى سبيل المثال، وفيما يتعلق بإنعدام الإنارة بهذا المقطع من شارع محمد الخامس، فقد ظلت مؤسسة العمران تامسنا تتحجج لسنوات بأن هذا المقطع غير مأهول بالسكان تارة، وتارة أخرى بكون هذا المقطع من الشارع مبرمج في إعادة التأهيل التي تعرفها شوارع تامسنا، وأحيانا أخرى بكون مؤسسة العمران لم تتوصل بالعداد الكهربائي الخاص بهذا المقطع.
وبعد كل هاته المماطلات والتسويفات، وبعد أن تجاوز عدد السكان الذين يعبرون هذا المقطع من الشارع أربعة ألف نسمة، وبعد أن تمت إعادة تأهيل شارع محمد الخامس منذ حوالي سنة وبضعة أشهر، فإن الظلام لا يزال سيد الموقف. ومما زاد الطين بلة هو أن التجمعات السكنية المجاورة المطلة على الشارع تتعرض نوافذها وممتلكاتها للرشق بالحجارة والتخريب من بعض الأشخاص المجهولين ليلا، كما أن الوضع الراهن يشجع على تنامي ظاهرة السرقة من طرف بعض المجرمين الذين يستغلون الظلام الدامس لكي يتربصوا بالمارة ليلا من أجل سلبهم أغراضهم. ناهيك عن كون غياب الإنارة العمومية بهذا المقطع يجعل من مهمة تدخل السلطات الأمنية المتعلقة بإستثباب الأمن بالشارع العام أمرا صعبا للغاية، ويزيد لدى المواطنين والمواطنات الشعور والإحساس بعدم الأمن.
في حين تتحجج جماعة سيدي يحيى زعير بكون الشوارع الرئيسية بمدينة تامسنا تبقى من اختصاصات العمران وكون الجماعة تتكلف فقط بالأزقة والشوارع داخل الأحياء السكنية. ويبقى هذا الجواب بالنسبة لممثلي الساكنة جوابا غير مقنعا وغير منطقيا بل ويعد هروبا من تحمل المسؤولية، فكيف لجماعة تقع مدينة تامسنا تحت نفوذها الترابي وتدخل الإنارة العمومية ضمن اختصاصاتها، ألا تتدخل لحل هذا المشكل الذي يؤرق بال الساكنة لمدة طويلة تحت ذريعة حجج واهية. أما المكتب الوطني للكهرباء فرع تامسنا فيظل خارج التغطية ولا يبالي بهذا المشكل بتاتا.
إن هاته الأسباب والحجج الواهية دفعت الساكنة المحلية بهذا المقطع إلى التشكيك في نوايا هؤلاء المسؤولين، نظرا لكون حل هذا المشكل يتطلب إجراء بسيطا يغنينا عن المخاطرة بأمن الساكنة وتعريض حياة المواطنين والمواطنات للخطر.
أمام هذا التجاهل لم يبقى للساكنة المحلية سوى مناشدة السيد والي جهة الرباط سلا القنيطرة محمد اليعقوبي من أجل التدخل ورفع الظلم عن هاته التجمعات التي تعاني من التمييز لا سيما وأن أغلب الشوارع الكبرى بمدينة تامسنا تتوفر على إنارة عمومية، إذ تلتمس الساكنة من السيد الوالي المحترم التدخل العاجل من أجل إنصاف هاته التجمعات وتمكينها من الحق في الإنارة العمومية بإعتبارها إحدى مقومات السكن اللائق. ولعل ما يزيد في إلحاحية هذا المطلب هو أننا مقبلون على اسقبال شهر رمضان الذي يعرف تنقل المواطنين من أجل أداء شعيرة التراويح بالمساجد وبالتالي فعدم توفير الإنارة قد يحرم عددا كبيرا من قاطنات وقاطني هاته التجمعات السكنية من أداء شعائرها خلال الشهر الكريم.
وفي الختام تحمل الساكنة المحلية للأطراف المسؤولة عن هذا الوضع كامل المسؤولية عن غياب الإنارة العمومية بهذا المقطع من شارع محمد الخامس بتامسنا، وكل ما سيترتب عن ذلك من أمور لا تحمد عقباها.
معاريف بريس /Htpps://maarifpress.com