معاريف بريس – أخبار وطنية
عبد اللطيف وهبي الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة؛ ألقى كلمة بمناسبة الدورة 27 للمجلس الوطني التي انعقدت بمدينة سلا؛ في سياق وطني وحزبي جد دقيق، يطرح على بلادنا إكراهات متنوعة، دعا من خلالها التحلي بالمسؤولية واليقظة، للإسهام في وضع الإجابات الواقعية التي يمكنها التخفيف من حده الإكراهات.
منبها أن هذه الدورة مناسبة للإبداع والتميز، وتجديد النفس في سبيل خدمة قضايا بلادن.
وقال في كلمته ؛ رغم الإكراهات المختلفة التي تواجهها بلادنا، فقد ظلت اليقظة سمة تعاملنا من مواقعنا المختلفة مع قضية وحدتنا الترابية على الساحة الوطنية والدولية، إذ بالرغم من الانتصارات المتتالية التي حققتها بلادنا على درب تكريس شرعية حقوقنا التاريخية لقضيتنا الوطنية الأولى، وانتزاع المزيد من الاعترافات الدولية بعدالتها بفضل الدبلوماسية الرشيدة والحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في هذا المجال؛ فيجب علينا كمسؤولين، وكنخب سياسية؛وحقوقية؛وجمعوية، استحضار وقوع المزيد من الإكراهات بسبب غموض وصراعات الوضع الدولي،والاستمرار بنفس خط اليقظة في الدفاع على وحدتنا الترابية المشروعة،والتصدي بنفس الحزم للاستراتيجيات الجديدة التي يقوم بها خصومنا في هذا الملف، والعمل على تنويع وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع شركائنا الدوليين الواضحين،وإحراج”الاصدقاء” الغامضين، على اعتبار أن قضية وحدتنا الترابية هي الميزان الوحيد الذي أصبحنا نقيس به علاقاتنا ومصالحنا الدولية المشتركة، و نرسخ عبره قيم ومبادئ جديدة لبلادنا في تعاملاتها الدولية، قوامها الاحترام المتبادل والتام لسيادة وحدتنا الترابية، وصون كرامة مواطنينا.
واضاف إن مركزية قضية الوحدة الترابية داخل منظومتنا السياسية في الحزب والحكومة والبرلمان وباقي الفضاءات النضالية، لم يمنعنا في الحكومة من النهوض بالموازاة مع ذلك بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية؛ وعليه يقول – عبد اللطيف وهبي – قطعنا في الحكومة الحالية أشواطا جد متقدمة في تنزيل برنامجنا الحكومي في مجال بناء الدولة الاجتماعية، وصيانة كرامة المواطنات والمواطنين من آثار الأزمات الاقتصادية المستجدة، بالموازاة مع تعزيز حق المواطنات والمواطنين في سكن لائق بما يستلزمه ذلك من مواجهة لوبيات القطاع بعزيمة وإرادة قويتين؛ والعمل على رد الاعتبار للشغيلة المغربية من خلال الاتفاق الاجتماعي التاريخي بين الحكومة وبين الفاعلين الاجتماعيين لتعزيز السلم الاجتماعي ببلادنا، وإقرار برامج ناجعة للتشغيل دائمة وأخرى مؤقتة، ومباشرة إصلاح التعليم بنفس العزيمة والرؤية الإصلاحية الواضحة رغم إكراهات شتات وترقيع السياسات المتعاقبة على القطاع لاسيما على مستوى التعليم الجامعي، والإسهام في تعزيز مغرب الرقمنة المتقدمة، وفتح ورش العناية الحقة بالشباب، وإعادة الاعتبار للثقافة الوطنية والموروثات الثقافية والتراثية ببلادنا، وتثبيت موقع المغرب على مستوى الطاقات المتجددة، و التمكن من تأمين حاجياته في سوق الطاقة المتقلب والمتحول، طبعا مع النجاح في قطع أشواط هامة على درب تأمين الماء الشروب، ومواصلة تحسين مناخ الأعمال والاستثمار، وغيرها من أوراش الإصلاح التي تخوضها الحكومة الحالية بثبات وعزيمة رغم الإكراهات المختلفة والمتنوعة كاستمرار الحرب الروسية الأكرانية، و توالي سنتين من الجفاف الحاد، ترك انعكاسات جد قاسية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي ببلادنا، وأسهم في نقص العرض من المواد الأساسية لاسيما الفلاحية منها، الأمر الذي انعكس على القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين.
لكننا في حكومة العمل، في حكومة الكفاءات، تحملنا مسؤوليتنا الكاملة في مواجهة هذه التحديات المستجدة، عبر قرارات استثنائية أسهمت بشكل واضح في عودة الاستقرار للأسواق الوطنية بواسطة التدخلات المستعجلة للحكومة التي خصصت مئات الملايير لمواجهة هذه المستجدات -لا داعي للتفصيل فيها من جديد-.
إن التدخلات المستعجلة التي قمنا بها في الحكومة لمواجهة التحديات الجديدة، لم تمنعنا كحكومة متضامنة ومنسجمة، من تنزيل برنامجنا الحكومي بإصلاحاته الإستراتيجية الواعدة في مختلف المجالات، لذلك حينما نقول بأن هذه الحكومة هي حكومة الإصلاحات الكبرى، فإننا لا نبالغ ولا نزايد على أحد، بل نثبت وبالدلائل القاطعة على أن الحكومة التي تحافظ على صيرورتها الإصلاحية والوفاء ببرنامجها الحكومي الذي نالت على أساسه الثقة رغم إكراهات الخارج المتعددة والظروف المناخية الصعبة؛ فاعلم أنها حكومة الإبداع والتحديات وليست حكومة الشعبوية والخيبات.
عبد اللطيف وهبي؛ أضاف؛ انه بعد مرور أزيد من سنة وثمانية أشهر على تشكيل الحكومة التي نحن أحد مكوناتها الأساسية، فإننا نعتبر في حزب الأصالة والمعاصرة أن هذا الوقت كان كافيا ليبصم وزراءنا على نتائج جد هامة ككفاءات وطنية عالية، ظلت حريصة على الوفاء بكل الالتزامات التي قطعها حزبكم على نفسه أمام ناخبيه في القطاعات التي تحمل فيه مناضلونا مسؤوليتهم الحكومية، وأثبتوا للرأي العام الوطني أن حزب الأصالة والمعاصرة قوة سياسة فاعلة، ومشتل حقيقي للكفاءات، الأمر الذي بات مصدر قلق عند البعض، لذلك نقول لهؤلاء:
– إن حزب الأصالة والمعاصرة الذي يعد أكثر الأحزاب احتراما لثوابت الأمة المغربية، وللقيم والتربية الأصيلة للمغاربة، سيواصل تنزيل البرنامج الحكومي، سيواصل دعم الحريات وحقوق الإنسان، سيعمل على تحرير العقل المغربي من الخرافات السياسية، ورفع الحجر والبؤس والوصاية على المرأة المغربية الحرة، سيعمل على إعطائها المكانة التي يرتضيها لها الله والأديان والقوانين والطبيعة. فنحن مع حقوق المرأة كاملة وشاملة، وضد زواج واغتصاب الطفلات القاصرات، نحن مع صيانة حق الطفلات في التمدرس، مع حق المرأة المغربية في التمكين الاقتصادي والاجتماعي… هذه هي مواقفنا الحقوقية الواضحة التي سنناضل مع رفقائنا في التحالف الحكومي الحالي، ومع أصدقائنا الحداثيين خارج الحكومة، ومع كل الحقوقيين والقوى الحية، والفعاليات المتنورة من مختلف المشارب، -سنناضل- على تنزيلها وفق مقاربة تشاركية عميقة؛ وبالموازاة مع ذلك سنتحمل مسؤوليتنا في مواجهة لوبيات معارضي الإصلاح والتغيير، وذوي الفكر الماضوي الهدام.
إن جرأة وصراحة خطاب قيادة حزب الأصالة والمعاصرة في الساحة السياسية، المعبر عنها بمسؤولية ووضوح في بيانات المكتب السياسي للحزب، لا تفسد لود التحالف الحكومي قضية، رغم أن الذين دأبوا على الابتزاز بالمواقف المعارضة من داخل التحالف الحكومي، حاولوا الركوب عليها واعتبارها نهاية حتمية للتحالف الحكومي الحالي، لذلك لا مانع أن نذكر هؤلاء من جديد بما يلي:
– أن حزب الأصالة والمعاصرة مستمر في الحكومة الحالية، وسيظل أكبر داعم لها وللسيد رئيس الحكومة بكل مسؤولية وأخلاق، وسيظل من أكبر الأحزاب وفاء والتزاما داخل التحالف الحكومي، ومن أكثر الأحزاب انضباطا للدستور وللقرار الحكومي وتقديرا لمؤسسة رئاسة الحكومة.
– أن تربية مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة تربية أصيلة، ترفض ازدواجية المواقف، أو ثقافة الطعن من الخلف، تلتزم بالقرار الحكومي وتطبقه حرفيا، ولها حق التعليق عليه بشكل حر ومستقل.
– أن المكتب السياسي أعلى هيئة تنفيذية للحزب، يعكس الإرادة الجماعية لمناضلات ومناضلي الحزب بمختلف مكوناتهم ومكانتهم، ولا يختزل في وزراء الحزب، وأن آرائه وتنبيهاته فوق وزراء الحزب، ومواقفه تنضبط لروح الدستور وللبرنامج الحكومي ولميثاق الأغلبية، وتعكس قلق مناضلات ومناضلي الحزب من بعض الاختلالات التي قد تعرقل وثيرة الإصلاح، أو تؤخرسرعة تنفيذ الأوراش الإصلاحية الشمولية.
– حزب الأصالة والمعاصرة سيستمر في تحمل مسؤوليته الكاملة داخل الحكومة الحالية، ولن نلتفت لسعار بعد الأصوات هنا وهناك التي راهنت على فشل الحكومة أو تلك التي تهرب النقاش من المؤسسات الدستورية كفضاءات لتقييم ومناقشة السياسات العمومية، إلى الدهاليز المظلمة لقنوات التواصل الاجتماعي، لترويج سمومها ومغالطاتها بإشاعات شعبوية رخيصة، وبحسابات أغلبها مزور ونكرة لن يثنينا عن مواصلة عملنا وحضورنا المتميز والمغاير في الساحة السياسية الوطنية.
الحسيمة، فاس مكناس، الرباط سلا القنيطرة، سوس ماسة، بني ملال خنيفرة، وجهة مراكش أسفي”، ونتأهب خلال الأسابيع القليلة القادمة لعقد ثلاث مؤتمرات جهوية أخرى جاهزة الآن، وتهم جهات كل من “الشرق، الدار البيضاء سطات، ودرعة تافيلالت”.
وفي نفس الإطار التنظيمي دائما يقوى- عبد اللطيف وهبي- نجحنا في عقد عشرات المؤتمرات الإقليمية والمحلية، فاقت نسبة 80 بالمائة، بفضل تعبئة جماعية لمناضلات ومناضلي الحزب، منتخباته ومنتخبيه، عبر حوارات شفافة وتعاون كامل، أثمر على تجديد دماء التنظيم الحزبي ومنح فرص لجيل جديد من مسؤولي الحزب وشبابه وتنظيماته المحلية والإقليمية، هي اليوم جاهزة لتنزيل رؤية وقناعات الحزب على المستوى المحلي والإقليمي، ومن تم القيام بدورها التأطيري على أكمل وجه.
وفي سياق تنزيل وعد قيادة الحزب في إعطاء المرأة البامية المكانة التي تستحقها داخل الحزب، والعمل على الرفع من حضورها داخل مختلف مؤسسات الحزب وأجهزته وقراراته التنظيمية، تمكنا جميعا من الوفاء بقرار إعادة بناء منظمة نساء الأصالة والمعاصرة على أسس تنظيمية ومؤسساتية ديمقراطية توجت بفعاليات مؤتمر وطني كبير، عكس بنقاشاته الراقية وحضور مناضلاتنا الوازن من جميع جهات الوطن، قوة وحيوية حزب الأصالة والمعاصرة الذي سيظل كطائر الفينيق الأسطوري، يبعث من رماده ويفاجئ الساحة السياسية الوطنية بقوة تنظيماته، ونضالية نخبه المتميزة.
وعلى نفس النهج، وبنفس العزيمة والإرادة يتجه حزبكم نحو بناء منظمة شبيبة الحزب على نفس قيم ومبادئ الحوار الشفاف الديمقراطي، والتنافسية النضالية الراقية، بهدف خلق فضاء شبابي موازي لمؤسسات الحزب، يعكس بصدق انشغالات شباب الحزب والشباب المغربي عموما، ويكون آلية ترافعية حية تعكس قوة وحيوية الشباب المغربي الطموح، لذلك نقول لكم شبابنا الأعزاء: كونوا على يقين أنكم ستجدون في قيادة حزبكم نفس الإرادة والعزيمة والدعم لإعادة بناء مؤسساتكم، بناء عتيدا، وصرحا للأفكار والتحرر والتدافع من أجل التغيير نحو الأفضل.
وعلى نفس الطريق، وبعدما صادقنا داخل المكتب السياسي على التصور الجديد لإعادة بناء الهيئة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي الحزب وفق رؤية ومقاربة حديثة، تستهدف دعم وإسناد منتخباتنا ومنتخبينا، وتعزيز تواصلهم مع قيادة الحزب وفيما بينهم، كما باقي المؤسسات العمومية، وإسنادهم بقوة للقيام بمهامهم على أحسن وجه؛ سننطلق بحول الله قريبا في تنزيل هذه المقاربة والاستراتيجية على أرض الواقع، بواسطة لقاءات تواصلية تأسيسية ستعرفها الجهات والأقاليم في الأيام القليلة القادمة.
لا أخفيكم سرا إذا قلت لكم أن قيادة حزبكم تعمل المستحيل لتدبير الصعوبات والتوازنات المالية والتنظيمية للحزب، بغية الرفع من إمكانياته وقدراته المادية واللوجيستيكية، وجعل حزبكم في مصاف الأحزاب الكبرى، من خلال توفير مختلف وسائل العمل والنجاح للحزب بجميع جهات المملكة، وهو ما جعلنا ولأول مرة في تاريخ حزبنا نبني قاعدة ممتلكات عقارية قوية لفائدة رصيد الحزب، وعلى رأسها اقتناء ولأول مرة ثلاث مقرات مركزية للحزب بالرباط، وتخصيص مقرات للمكتب السياسي والمجلس الوطني و للتنظيم النسائي والشبابي وباقي التنظيمات، واقتناء مقرات في ملكية الحزب بعدد من الجهات والأقاليم، واقتناء أراضي جاهزة اليوم لبناء مقرات جهوية راقية تعكس قوة وعمق حضور الحزب في المجتمع بكل من جهة الدارالبيضاء سطات، وسوس ماسة، والشرق وغيرها، في نتائج مبهرة جاءت نتيجة جهود مضنية ونضالية غير مسبوقة لأغلبية منتخبي الحزب، مناضلاته ومناضليه، كما قيادة الحزب التي تشكل نموذجا في الانضباط لقرارات الحزب المادية والتنظيمية.
وفي هذا السياق، وأمام هذه الجهود النضالية الجماعية المضنية، لا نفهم تسيب أو سريالية البعض، و لاجدية و لامسؤولية البعض الآخر، مما حدا بقيادة حزبكم إلى تحمل مسؤوليتها في اتخاذ -وبالإجماع- قرارات تأذيبية صارمة لمواجهة هذا التسيب، تعكس التقدير الحقيقي لمضمون القانون الأساسي للحزب، والتنزيل السليم لقيم تخليق العمل الحزبي، والترجمة الحرفية لصورة حزب الأصالة والمعاصرة الجديد، المبنية على حزب المؤسسات لا الأشخاص، احترام ذكاء جميع المناضلات والمناضلين، والوفاء بالالتزامات، وممارسة السياسة بنضالية وتضحية، والولاء للوطن ولمصلحة الحزب العليا ولمؤسساته.
وفي هذا الصدد لا بأس أن نجدد التأكيد على أن زمن الولاء للأشخاص وللنافذين بالحزب مهما بلغت قيمتهم الانتخابية والمادية قد ولى وانتهى، وأن زمن اتخاذ الحزب ومؤسساته ومهامه بيتا آمنا للانتهازية والوصولية والمصلحة الذاتية الضيقة على حساب مصلحة الوطن ومصلحة الحزب انتهى؛ وأن قيادة الحزب ستتخذ المزيد من القرارات التأديبية عن قناعة ودراسة معمقة للأشياء، مهما كانت مؤلمة، لأن مثل هذه القرارات هي من تقوي حزبكم وتحصنه، وتجعله حزبا متميزا في الساحة الوطنية، وهي من تبني حزب المؤسسات لاحزب الأشخاص مهما تغيرت شطحاتهم، هي من تعيد الاعتبار لكم كمناضلات وكمناضلين أوفياء ومحترمين؛ وهي أصل قيم التأسيس التي لا محيد ولا زيغ عنها.
نعلم جيدا أنكم كمنتخبين وكمناضلين لن تؤدوا رسالاتكم النضالية والسياسية على الوجه الأكمل دون سند قوي من بنية إدارية حزبية فاعلة، بعيدة عن الولاء للبعض، وقريبة من إرادة جميع المناضلات والمناضلين وعلى قدم المساواة بينهم في دعم واجهاتهم النضالية المختلفة.
ومن منطلق الموقع الجديد للحزب اليوم داخل الحكومة، الأمر الذي طرح علينا رهانات جديدة كفاعلين سياسيين وعلى الإدارة كذلك، قمنا بتقييم أولي لأداء إدارة حزبنا مركزيا وجهويا وإقليميا، في ارتباط تام مع التجديد الذي يعرفه التنظيم الحزبي إقليميا وجهويا، الأمر الذي مكننا من الوقوف على الجهود الجبارة التي تقوم بها الإدارة الحزبية، وكذلك على بعض الاختلالات في إدارة حزبنا لاسيما في بعض الأقاليم والجهات رغم ما رصدناه لها من إمكانيات هامة للعمل، ونحن عازمون على إعادة بنائها وفق المعطيات الجديدة؛ وبكل وضوح سجلنا نضالا وحماسا قويا عند البعض، كما الفتور والتراخي واللامسؤولية عند البعض الآخر، لذلك سنعمل خلال الأيام المقبلة على تنزيل التصور الجديد لعمل الإدارة الحزبية بهدف إعطاء دفعة جديدة للإدارة الحزبية وفق قيم الإبداع والمبادرة، ومن تم اتخاذ جماعيا ما نراه مناسبا للرفع من المردودية والعطاء حتى نوفر لمناضلاتنا ومناضلينا جميع شروط النجاح والعمل.
إن ثلاث سنوات ونصف من الاجتهاد والعمل المتواصل منذ مؤتمر الجديدة، كانت كافية لإعادة بناء حزبنا على جميع المستويات، سياسيا مؤسساتيا إعلاميا وانتخابيا، بفضل نضالات وجهود الجميع، وكانت كافية لنظهر للجميع بأن حزب الأصالة والمعاصرة حزب قوي عتيد، تحدى وانتصر على إكراهات الجائحة، وتغلب على آثار جروح وصراعات الماضي بسمو أخلاق مناضلاته ومناضليه، وترفعهم عن الصغائر وعن الضغائن، وتطلعهم بشكل جماعي نحو بناء مستقبل الحزب على أسس متينة وقوية.
ورغم ضيق الوقت ربحنا معركة الاستحقاقات الانتخابية لصيف 2021 بشكل جيد، مكننا من ترسيخ موقعنا كقوة سياسية كبرى في الوطن، تساهم اليوم في تدبير الشأن العام داخل الحكومة والبرلمان، ونقود ثلث مجالس الجهات ومئات الجماعات الترابية والغرف المهنية، في مكانة سياسية جد محترمة وآمنة، جعلتنا اليوم ندخل في مرحلة الإعداد الجيد والهادئ لمحطة مؤتمرنا الوطني المقبل، الذي نعتزم وبقوة عقده في وقته المحدد، لنؤكد بالملموس على أننا حزب وطني قوي، يسير بثبات نحو مستقبل أكثر ازدهارا وإشراقا.
لذلك علينا أن نفتخر اليوم جميعا كحزب سياسي وطني كبير، وكمناضلات ومناضلين ملتزمين، أنه خلال هذه الدورة سنقوم بتأسيس اللجنة التحضيرية لمؤتمرنا القادم، الذي سيكون في موعده المحدد رغم -كما قلت سالفا- التحديات والإكراهات، لنعطي بذلك رسائل تنظيمية قوية لمختلف الفاعلين السياسيين، وللمواطنات والمواطنين على أننا حزب المؤسسات، حزب التنظيم، حزب احترام القانون وتقدير ذكاء مناضلاته ومناضليه، لذلك على دورتنا هاته ربح رهان اختيار اللجنة التحضيرية بطريقة ديمقراطية وشفافة، لتحقق ما ينتظرها من عمل نضالي ولوجيستيكي هام، ومن أوراق عميقة ومتميزة تطرح في مؤتمر وطني كبير بداية السنة المقبلة، نريده صورة حقيقية لتطلعات جميع المناضلات والمناضلين، ويعكس القوة السياسية للحزب، ويكون درسا جديدا يكرس لمن لا يزال يساوره الشك بأن حزب الأصالة والمعاصرة قادم وبقوة خلال محطة 2026.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير وطننا وصالح مواطناتنا ومواطنينا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره.
معاريف بريس http://Htpps://maarifpres.com