نظَّم مختبر السرديات والخطابات الثقافية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، مساءَ يومهِ الخميس 09 مارس 2017، بقاعة الندوات عبد الواحد خيري، لقاءً مفتوحا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الثامن من شهر مارس، تحت عنوان «المرأة والكتابة والمجتمع»، وذلك بتنسيق مع ماستر السرد الأدبي الحديث والأشكال الثقافية، احتفاءً بثلة من النساء اللواتي فرضن ذواتهن في مجالات مختلفة، فكرية وسياسية وأدبية، وعبرهن احتفاءً بكل نساء المغرب. وقد شارك في اللقاء كل من الفاعلة السياسية الأستاذة نبيلة منيب، والحقوقية والمبدعة فاطنة البيه، والمترجمة والروائية اسمهان الزعيم.
مباشرة بعد افتتاح اللقاء بتسيير من الأستاذة عائشة المعطي، تداولت الحديث كل من الطالبات المشاركات في اللقاء، إلى جانب ضيفاتهن، عن تجارب المرأة ومساهمتها في قطاعات مختلفة. وقد وزعت المداخلات على الشكل الآتي:
استهلت الطالبة ابتسام الهاشمي النقاش في حوار متميز مع الفاعلة السياسة والأستاذة نبيلة منيب، تحدثت فيه الأخيرة عن أهمية المرأة في المجتمع، ومدى فاعليتها على مستوى مختلف المجالات، الفكرية منها، وكذا الاجتماعية والسياسية. وقد أبرزت الأستاذة نبيلة الدور المهم الذي يؤديه الوسط العائلي، بوصفه يُسهم في تطعيم ثقة الأنثى بنفسها منذ مراحل نشأتها كطفلة. ومنه إلى التطلع نحو السمو بوضعيتها من داخل المجتمع الذي تعيش فيه وتتفاعل معه.
وقد سلطت الأستاذة منيب الضوء أيضا على المرأة كمواطنة بعامة، وكفاعلة سياسية وجمعوية بخاصة، استطاعت إثبات وجودها وفرض ذاتها في جميع الميادين (التعليم، الطب، السياسة…)، وركزت على ضرورة الاهتمام بالمرأة المغربية، باعتبارها عنصرا فاعلا في المجتمع، ومساهما في تطوره وتقدمه، كما أكدت في حوارها على دور الكتابة المهم في التعبير عن التجارب الإنسانية، وهذا ما يجب أن تتسلح به المرأة اليوم لتعبر عن ذاتها. وأنهت الأستاذة نبيلة منيب مداخلتها بمجموعة من التوصيات، جاءت في مجملها مؤكدة على ضرورة حمل مشعل التغيير وتفعيل دور المرأة في المجتمع المغربي.
ومن جهة أخرى، ناقشت الطالبة سارة بنزعيمة ضيفتها فاطنة البيه في جملة من المواضيع التي تتصل بالمرأة المناضلة والمبدعة، التي اختارت طريق الكتابة لترجمة التجارب الشخصية وتقاسمها مع الآخرين، ومن هنا فقد انصب الحوار على تجربة فاطنة البيه الإبداعية، ممثلة في روايتها الموسومة «حديث العتمة»، والتي تقاسمت عبرها مع القارئ تجربة الاعتقال السياسي لدى المرأة، باعتبارها ضريبة قدمتها جراء اختيارها طريق النضال، وفرض الذات في مجتمع لم يكن يعترف بالأنثى. وهو الوضع الذي تحدثت عنه البيه، مشيرة إلى المعاناة التي كانت المرأة المغربية تلاقيها إلى زمن قريب.
ومن هذا المنطلق فقد تحدثت ضيفة اللقاء عن القيود التي كانت ولا زالت مفروضة على الإبداع، وبخاصة إذا كان بصوت الأنثى، وبضمير المؤنث، إلا أنها من جهة أخرى، أكدت أن المرأة المغربية مُصِرَّة على الصدح بصوتها، مُركزةً على قدرة المرأة على تكسير كل القيود، وتجاوز كل الشروط والأوضاع التي من شأنها أن تحد من حريتها كيفما كانت، وأنها قادرة على التميُّز بذاتها من داخل مجتمعها.
وختمت الروائية فاطنة البيه حوارها باعترافها أن الكتابة بغضِّ النظر عن كونها إبداعا، فهي ذاكرة حية مفتوحة، ووسيلة ناجعة للترافع والدفاع عن الحق في الوجود، وإثبات الذات الأنثوية كمبدعة ومناضلة ومفكرة.
وفي السياق نفسه، تناولت الطالبة كوثر صحراوي الكلمة في محاورة متميزة لضيفة اللقاء الثالثة، المترجمة والروائية اسمهان الزعيم، حيث ثمَّنت الأخيرة مشاركة الأستاذات قبلها، وزكت الحوار بمعطيات أخرى أسهمت في إغناء النقاش حول المرأة، وذلك في سياق حديث ضيفة اللقاء اسمهان عن تجربتها كمبدعة، روائية وشاعرة، عبرت عن ذاتها وتميزها الأنثوي عبر الكتابة، وكمترجمة أبرزت دور المرأة الفعال في النهوض بمجال الترجمة والفكر ككل.
وأشارت الروائية اسمهان الزعيم في معرض حديثها عن أعمالها الإبداعية، إلى أنها حاولت أن تقارب مجموعة من التيمات والمواضيع المتنوعة، بما فيها موضوع المرأة نفسه، من خلال إقحامها للصوت الأنثوي في أعمالها الروائية، مبرزة مدى أهمية المرأة في تطور المجتمع، وفاعليتها في مختلف المواقع التي تشتغل بها.
وقد استمر الحوار بشكل جدي حول فاعلية المرأة على جميع المستويات، وأكدت الضيفات الثلاث، أن المرأة اليوم أعلنت عن إثبات ذاتها في محيطها، شأنها شأن الرجل، وأصبحت منوطة بدور مهم يُسهم بفاعلية في تطوير المجتمع والنهوض بالوعي الاجتماعي، إذ إن المرأة اليوم كسَّرت كل القيود التي أحاطت بها فيما مضى، واقتحمت مجالات الإبداع والسياسة وكل الأنشطة الاجتماعية الأخرى.
وبعدما انتهت المدة المخصصة للِّقاء المفتوح، أفسحت منسقته الأستاذة عائشة المعطي المجال للحضور، بغاية المشاركة في إثراء النقاش حول موضوع اللقاء، فتدخلت في البداية كل من الشاعرتين مليكة الطالب والطاهرة حجازي بقصيدتين تحية للمرأة والمشاركات؛بعد ذلك استرسل المتدخلون في الإثناء على دور المرأة الأساس في تحريك عجلة المجتمع، والاعتراف بما قدمته من تضحيات جسام على مر التاريخ، واختتم اللقاء بتوزيع بعض الهدايا الرمزية على الضيفات اللواتي شاركن فيه، كعربون محبة وشكر وتقدير من مختبر السرديات ومن طلبة وطالبات ماستر السرد الأدبي الحديث ، وكاعتراف بمدى إسهامات المرأة في الوسط الجامعي والاجتماعي بعامة.
معاريف بريس
www.maarifpress.com