المتتبع للشأن البرلماني بالمغرب يقف عند أول وهلة على الفساد السياسي الذي عرقل بناء الديمقراطية وكرس الفوارق الطبقية ،وهو الفساد الذي تتنفس من خلاله العائلات والأعيان ،وبعض الطامعين في الريع السياسي من حزبيين ونقابيين للوصول الى درجة التمام والكمال مما يرفع من نسبة الفقر بالمغرب،ويوسع هامش الريع السياسي.
الفساد السياسي بالبرلمان وبالخصوص خلال هذه الولاية التشريعية كان منظما اغتنم خلالها الكثير من السياسيين الفاسدين أجواء انتخابات سابقة لأوانها وأجواء الدستور الجديد ليوليوز 2011 الذي صادف الربيع المغربي من خلال مطالب الشعب المغربي وحركة 20 فبراير التي انهزمت مطالبها أما غول الفساد السياسي بالأحزاب والنقابات.
غول الفساد أفرز ممثلين بالبرلمان الغرفة الأولى والثانية الرفيق والرفيقة كأن البرلمان أصبح مثل الحج يحتاج الى رفيق أو أخ أو الابن وهو ما أكدته تركيبة البرلمان الذي تحول الى بؤرة للفساد على مستوى التمثيلية البرلمانية بالمجلسين النواب والمستشارين ،أو على مستوى التوظيفات بداخل الفرق البرلمانية أو بإدارة البرلمان ،أو من خلال توزيع غنيمة مناصب المديريات التي ثمت في سياق ريع وظيفي منظم ووسط تكتم شديد بعد فضيحة التوظيفات المشبوهة للبوبي العقار الفاسد “فوزي بنعلال” نموذجا ،ولوبي الريع النقابي .
انها صورة قاتمة لبلد مرشح أن يكون أول دولة نموذجية لدول الديمقراطيات الناشئة ،لكن ان تخلفنا على الموعد فسبب ذلك الفساد السياسي الذي أخطبوطه يفوق سياسات الدولة ،وتوجهات المملكة المغربية الداعمة لكل تنمية اقتصادية ،اجتماعية ،وسياسية.
والفساد السياسي جرثومة خطيرة بالبرلمان تفوق بكثير حدة فيروس ايبولا ،لأن الفساد مأسسته النخب الفاسدة بالبرلمان ،وسيستمر ،بل ثم وضع له “ساريات” استمرارية الفساد من خلال التوظيفات والاكراميات التي وزعتها بشكل هندسي خطير على من ثم تعيينهم بالمديريات ،وبمديريات الفرق التي تعتبر محورا يضيء الفساد بالبرلمان ،تحت شعار “اللي ماعندو فيل زيدو ” فيلة.
انها جريمة الفساد بالبرلمان …جريمة يتحمل وحدهم المشرعين مسؤولياتهم التاريخية كما تتحملها الأحزاب التي وجدت في لائحة الشباب والمرأة وسيلة لاختيار الرفيق المصاحب في منظمومة الفساد بالبرلمان .
انه واقع جد خطير يعرقل كل مسارات التي يتطلع جلالة الملك محمد السادس تنفيذها ،ومن خلال كل محطات والمناسبات الوطنية ،وهناك محطات كرر جلالته الدعوة الى البرلمانيين لملائمة القانون الداخلي …وهو ما لم يتم …والإشارات والدلالات ،والرسائل الملكية التي وجهها جلالته في كل المحطات الى المنتخبين ظلت في الغالب أبرزها لم ينفذ مما يرجح أن البرلمانيين المغاربة عقولهم متحجرة ،وأفكارهم لا تتجاوز حدود ما سوف يستفيدون منه وتستفيد منه عائلاتهم انه الفساد .
موقع “معاريف بريس” سينشر قائمة المستفيدين من الريع الوظيفي بالبرلمان ،وسينشر أسماء البرلمانيين وعائلاتهم حسب النسب العائلي .
فهل أصبح البرلمان بوابة لتشريع الفساد بدل العمل على تطوير وتقدم البلاد من خلال تشريعات تحافظ على المكتسبات ،وتشريعات تقوي وتفتح باب الثقة بين المواطن والدولة وبين المستثمر المحلي والدولي،لما يخدم المصلحة العليا للوطن ويساهم في استثمار الرأس المال اللامادي الذي أشار اليه جلالة الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش 2014 .
ملحوظة: في الصورة فوزي بنعلال رئيس بلدية الهرهورة الذي احتل الملك البحري بشاطئ الرمال الذهبية بمحاذات فندق لافولوك.
معاريف بريس
فتح الله الرفاعي
www.maarifpress.com