أكدت الصحيفة الأمريكية “ذو علوبل بوست” أن الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتنوعة التي أنجزها المغرب خلال العشر سنوات الأخيرة في القطاعات تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تشكل جدارا واقيا ضد التطرف وعدم الاستقرار الذي تشهده مؤخرا بعض بلدان المنطقة.
وأبرزت الصحيفة أن المغرب، الذي ينعم فيه المواطنون اليوم بحرية تعبير كبيرة وتمثيلية سياسية مهمة بفضل نظام التعددية الحزبية، في منأى عن موجة التظاهرات التي اندلعت بالمنطقة، مشيرة في هذا الصدد إلى أن حرية التظاهر مكفولة بقوة القانون في المملكة التي يوجد بها مالايقل عن 12 الف منظمة للمجتمع المدني.
وأضافت أن مجموع هذه الإصلاحات ويقظة مصالح الأمن مكنا المغرب من احتواء التهديد الإرهابي الذي تواجهه عدة دول مجاورة، مذكرة بأن المغرب نجح منذ سنة 2003 في إفشال عدة اعتداءات وتفكيك العديد من الشبكات الإرهابية التي يرتبط الكثير منها بتنظيم “القاعدة”.
وأكدت الصحيفة نقلا عن سفير المغرب بالولايات المتحدة السيد عزيز مكوار أن ” أفضل طريقة لمحاربة الإرهاب هي انخراط المواطنين أنفسهم، من خلال إشراك كل واحد منهم في بناء مستقبل بلاده”، مذكرة في هذا السياق بأن المغاربة، وكرد فعل على الاعتداءات الإرهابية التي حدثت بالدار البيضاء سنة 2003، نظموا مسيرة ضخمة شارك فيها أزيد من 500 ألف شخص تعبيرا عن رفضهم لأي شكل من أشكال الإرهاب.
ونقلت أيضا عن السيد مكوار أن المغرب، ومن أجل تفادي المسببات التي من شأنها تغذية التطرف، قام بجهود ملموسة في مجال محاربة الفقر، وإطلاق إصلاحات اجتماعية وتشجيع إسلام معتدل.
وركزت الصحيفة على أهمية هذه الإصلاحات; خاصة في ضوء تصاعد التهديد الإرهابي في المنطقة، مشيرة إلى خلاصات التقرير الذي نشره مؤخرا بواشنطن المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب، والذي يشير إلى أن أنشطة تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” عرفت تزايدا استثنائيا بنسبة 558 في المائة منذ ال`11 من شتنبر 2001.
وأبرزت الوثيقة أيضا “الأدلة الأكثر قطعية” حول التقاء مصلحة “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” مع المهربين المحليين وعناصر “البوليساريو” الذين لهم ارتباط ب الجريمة المنظمة وكارتيلات جنوب أمريكا بهدف تسريب المخدرات إلى أوروبا عبر منافذ واسعة بالساحل لا تخضع للمراقبة.
وأشارت صحيفة “ذو غلوبل بوست” إلى أن معدي هذا التقرير يدعون إلى تكثيف التعاون والتنسيق بين بلدان المنطقة; لا سيما في مجال تبادل المعلومات بهدف تجفيف منابع تمويل المجموعات الإرهابية، مؤكدة أن الأمن والتعاون الاقتصادي بمنطقة المغرب العربي والساحل سيتعززان ،لا محالة، من خلال إيجاد حل لنزاع الصحراء.