صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

الحشيش يضر بالاقتصاد بالناضور

 


تكاد تتشابه الأخبار الواردة من الناظور خلال المدة الأخيرة،رسمية أو مستقلة،وبشكل مثير وممل في نفس الوقت ،عن الحملات المثيرة للاستفهام،التي تشنها الأجهزة الأمنية بكل أسلاكها وألوانها ،سرها وعلانيها ،المعنية أو المكلفة في إطار مهام محددة ضد تجارة وتجار المخدرات التي اكتشف أخيرا الساهرون على أمننا وسلامتنا،وعلى سمعة البلاد،موقع المنطقة من الخريطة،التي لم يكن إلى وقت قريب أمرها يهم أحدا،بل ظلت و لعقود، مهملة متروكة لقدرها،تبحث عن سبيل للنجاة والخروج من الوضعية المزرية التي تركها عليها الاستعمار و كرستها السياسات اللاشعبية المتبعة على مر عشرات السنين،والتي استمرت على نفس النهج ان لم يكن أسوا ،مثلما تؤكد دلك وضعيتها…
وتندرج هده الحملات، حسب ما تحاول بعض الجهات الرسمية، عبر أبواقها الترويج له بين المهتمين و المتتبعين للشأن العام، على أنها تندرج في إطار الإعداد لتطبيق برنامج يهدف إلى إعادة تأهيل منطقة الناظور، لتصبح في مصاف المدن العالمية الجميلة..برنامج يطرح أكثر من تساؤل حول مصداقيته، خاصة مع استحضار التجارب المريرة لأبناء المنطقة مع الخطاب الرسمي في هدا الباب…
فادا كنا لا نختلف ،مثلما لا و لن يختلف معنا احد ،على أن تجارة المخدرات نشاطا اضر كثيرا بالاقتصاد الوطني وبسمعة البلاد والعباد،على المستوى الدولي،فإننا أيضا لن نستطيع أن ننكر،ولسبب من الأسباب أن الدولة تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية فيما حصل و يحصل،بسبب الاهمال وغياب اية تنمية حقيقية لتأهيل المنطقة والنهوض بها ،مثلما يحصل مع المحاور المعلومة….
فغياب المنطقة وساكنتها عن اهتمامات وأجندة كل الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن العام بما فيها تلك التي اتخذت من وضعية المنطقة وبؤسها الحصان الذي أوصلها إلى بر الأمان، وهم ما دفع بهم إلى البحث عن بدائل، واختيار الأصعب، وان يكونوا المشجب الذي يمكن أن يعلق عليه كل هدا الفشل الصارخ، في آن تجعل الدولة المغاربة سواسية..
وغياب تدخل الدولة هو ما شجع على انتعاش هدا النشاط، الذي اتخذ ت منه بعض الأطراف الرسمية سلما للارتقاء و الاغتناء غير المشروع والدي لا نظن انه بسر على احد..لذلك فعندما تحاول الدولة أو بالأصح عندما تدعي بأنها فعلا قد اتخذت القرار بإعادة الاعتبار للمنطقة،ودائما حسب ما يروج له،وان لها بالفعل برنامجا حقيقيا للتنمية والإصلاح و التطهير،وتدارك مافات،والتكفير عن زلاتها التي طبعت طرق تعاملها مع أوضاع المنطقة،يجب أن تكون البداية حقيقية و منطقية/والنهار المزيان باين من اصباحو/،فاذا كانت تجارة المخدرات طعما مرا، فان ما دفع بعض أبناء المنطقة إلى ممارستها أمر منه..لذك وجب على الدولة أن تقود عملية إصلاح وتطهير بطريقة تمكن من استعادة ثقة ساكنة المنطقة في دولتهم،و الذين يعتبرون مثل هده الحملات موسمية، فقط لدر الرماد في العيون و الضحك على الذقون،والتي تكون في الغالب محكومة بخلفيات،بعيدة كل البعد،عن المصالح العليا للوطن و المواطنين،مثلما أكد ذلك أكثر من مسئول على المستوى الإقليمي،الذي أكد أن الحملة الأخيرة ضد تجار و تجارة المخدرات،والتي تركزت داخل بحيرة مار تشيكا و محيطها،المعروفة كنقطة انطلاق و عبور للزوارق المحملة في اتجاه ارويا..هو فقط من اجل إخلاء المنطقة من كل الأنشطة المشبوهة، استعدادا لتفويتها لجهة من الجهات، لإقامة ما يقال عنه مشروعا سياحيا ضخما، /واللبيب بالإشارة يفهم..
فاذا سلمنا،أن تجارة المخدرات فساد،وتجار المخدرات مفسدون،فالأكيد أيضا،أن المتسترون عليهم من مختلف المصالح و الأجهزة أكثر فسادا،خصوصا اذا تأملنا المثل الشعبي القائل/العيب ماشي في اللي احرث في السطح،العيب في اللي خمس عليه/،وكانت العملية ستكون حقيقية و ذات مصداقية،لو تم بالموازاة مع الحملة ضد تجار المخدرات،عملية أخرى ضد المتسترين عليهم وعلى أنشطتهم،حملة ضد تجار بؤس المنطقة،حملة تطهيرية داخل كل المصالح و الإدارات،وتطهير الرفوف من الملفات النتنة ،التي تعتبر تجارة المخدرات فقط إحدى مظاهرها،لان ما خفي أفظع،ووجب البحث بين محاضر الشرطة و الدرك،وداخل أروقة المحاكم..ووجب الوقوف على البؤس المتحرك على طول الحدود بين بني أنصار ومليلية المحتلة..والوقوف على عمليات الترامي على الأراضي،ومشاكل العقار والمضاربين، و التحقيق في عمليات احتراق الأسواق،ووجب الوقوف أيضا على لوبيات الفساد الانتخابي ،وعلى سر هذا الجفاء البين بين ساكنة المنطقة ودولتهم.
.

 

www.maarifpress.com

بندحو/الناضور

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads