معاريف بريس – دولي
استراتيجية جديدة يعتمدها تنظيم “داعش” الإرهابي بحثا عن نقاط ارتكاز بديلة تساعده على إعادة ترتيب صفوفه، في تكتيك قد تكون آسيا الوسطى بوابته.
مناطق جديدة تقع ضمن خارطة أطماع داعش بالوقت الراهن، وفق خبراء يرون أن التنظيم يتحرك في محاولة لاستعادة النفوذ لكن هذه المرة خارج مناطق عملياته التقليدية بالشرق الأوسط وحتى أفريقيا.
“فترات عدم التمكين”
بعد الضربات القاصمة التي تعرض لها في معاقله بالشرق الأوسط وتحديدا في سوريا والعراق، يسعى داعش إلى إثبات أنه باقٍ ويتمدد داخل مناطق غير تقليدية بآسيا الوسطى وغرب أفريقيا، لكن من خلال الاعتماد على استراتيجية جديدة.
الدكتور أحمد كامل البحيري، الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى أن التنظيم اعتمد خلال السنوات السبع الماضية استراتيجية تسمى “إدارة التوحش”، بينما يتبع خلال الفترة الحالية في مناطق بآسيا الوسطى وغرب أفريقيا، استراتيجية جديدة تسمى “فترات عدم التمكين”.
وأوضح “البحيري”، أن الاستراتيجية الجديدة تقوم على الضربات الخاطفة، والعمليات النوعية، واغتيال مسؤولين رتب عسكرية رفيعة، والاعتماد على العمليات العسكرية الصغيرة دون كلفة كبيرة.
ومؤخرا، أعلن تنظيم داعش في غرب أفريقيا مسؤوليته عن هجوم استهدف منزل رئيس برلمان النيجر؛ البلد الذي سبق أن تعرض، في مارس، لهجمات يشتبه أنها إرهابية، أوقعت 58 قتيلا غربي البلاد قرب الحدود مع مالي.
وتتعرض النيجر عند حدودها الغربية مع مالي وبوركينا فاسو، لهجمات متكررة تشنها الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل منها تنظيم داعش في الصحراء الكبرى.
البحيري لفت أيضا إلى أن تنظيم داعش يتحرك خلال الفترة الحالية في محاولة لاستعادة نفوذه، عبر محاولة تأسيس فروع جديدة في “مناطق غير تقليدية” يسعى للانتشار فيها.
ويشير الباحث إلى وجود ثلاث مناطق بديلة من المحتمل أن يتجه تنظيم “داعش” إليها خلال المرحلة القادمة، وهي: القوقاز ووزيرستان وطاجكستان.
وأوضح أن “التنظيمات الإرهابية، وبشكل خاص داعش، تعمل على الوصول إلى مناطق جديدة بهدف توسيع نطاق عملياتها الإرهابية، والبحث عن نقاط ارتكاز بديلة لمساعدتها على إعادة تنظيم صفوفها، وشن هجمات إرهابية لا مركزية، لتعويض الإخفاقات التي تعرضت لها خلال الأعوام الأخيرة”.
ويلمح الخبير إلى أن التنظيم الإرهابي يعتمد في بعض المناطق بآسيا الوسطى على العناصر المتبقية من جماعة الإرهابي شاهبان غسانوف، الذي قتل في عملية أمنية نفذتها السلطات بمدينة خسافيورت غرب جمهورية داغستان، في مارس 2015.
وفي 27 ماي الماضي، اعتقلت قوات الأمن الروسية إرهابيين من الموالين لتنظيم “داعش”، فيما أحبطت هجومين إرهابيين بإقليم ستافروبول شمال القوقاز الروسي.
وقبلها بيومين، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إحباط عمل إرهابي في مدينة نوريلسك بسيبيريا، كان من المقرر أن ينفذه موالون لتنظيم “داعش” .
ووفق تقرير نشرته مجلة “فورين بولسي” في نوفمبر 2020 بعنوان “الشبكات الجهادية تتعمق عبر وسائل التواصل الاجتماعي في آسيا الوسطي”، فإن نشاط التنظيمات الإرهابية يتنامى بصورة واضحة في دول المنطقة منها طاجكستان، حيث يسعى تنظيم داعش لاستقطاب عناصر من الشباب من هذه الدول عبر شبكات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال جيل جديد ممن يعرفون بـ”المتطرفين الرقميين” في آسيا الوسطى.
وقال التقرير إن عدد القنوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصل إلى ما يقرب من 500 قناة وموقع تستخدمها التنظيمات المتطرفة فى آسيا الوسطى عبر تطبيق “تليجرام”، بالإضافة إلى فيسبوك وإنستجرام وتويتر ويوتيوب.
وتحدث الباحث بمركز الأهرام عن ملامح استراتيجية التنظيم الإرهابي الإعلامية وتحركاته لتجنيد أنصار جدد وخلق قنوات جديدة للتوسع والانتشار، مشيرا إلى أن التنظيم الإرهابي تمكن مطلع يونيو/ حزيران الجاري، من إنشاء نحو 180 قناة مغلقة على “تليجرام”، ووصل عدد المتابعين إلى 123 ألف، معظمهم مؤهلون لآلية الاستقطاب.
ولفت إلى أن “التنظيم يسعى أيضا للتوسع في لغات الإصدارات التي بلغت 40 لغة حتى الآن، علاوة على إعادة نشر محتويات التنظيم القديمة”.
ويؤكد البحيري أن التنظيم يستغل في استراتيجيته لإعادة بناء قواعده والقيام بعملياته على حالة التراخي الأمني وتنامي الخلافات السياسية أو الطائفية.
فيما يرى مراقبون أن هناك مخاوف من تصاعد نفوذ داعش في غرب أفريقيا خاصة بعد مقتل زعيم جماعة بوكو حرام، حيث تمكن “داعش” من السيطرة على معاقل الجماعة النيجيرية.
وفي هذا الصدد، قال البحيري إن ما تبقى من جماعة “بوكو حرام” أعلن مبايعته لداعش في الساحل الأفريقي.
وقبل يومين، ذكرت صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية أن تنظيم داعش في ساحل أفريقيا سيزداد قوة بعد أن تخلص من أبوبكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام النيجيرية.
معاريف بريس http://Htpps://maarifpress.com