في بالغ الأهمية أن نهتم “ب” سكوادرا كابو او ما يعرف عموما بالتراس والتي رات النور سنة 2005 حيث تأسست في عمل منظم وغير منظم لدعم وتشجيع الفرق الرياضية والمنتخبات، الا ان هناك تغطيات اعلامية في مواقع اجتماعية واعلام مرئي تبقى حبيسة الاهتمام بالشكل من دون تعميق البحث والتحليل والى أي مدى أن تكون هاته الظاهرة التي يعتبر فيها الملقب “ب” سكوادرا كابو يتحكم في جماهير ويحتل الملعب قبل موعد انطلاقة المباراة ليهيج المتفرجين ومحبي كرة القدم الأكثر شعبية ببلادنا وبباقي دول العالم.
ان الحرص على الاهتمام بهذه الظاهرة في تفاعلها وتداعياتها في الملاعب الرياضية تستحق تعميق التحليل خاصة لما يتجاوز التشجيع ويتحول الى أغاني ثورية مثلا في “بلادي ظلموني” التي اجتاحت ملاعب العالم، و”فلسطين”، واهانة الوداد البيضاوي من مشجعي فريق الرجاء البيضاوي قولا ان مؤسسها يهودي في شكل معاداة السامية ونشر ثقافة الحقد والكراهية بالملاعب الرياضية الامر الذي يسبب في حوادث وشغب بالملاعب.
ألتراس أصبحت مكلفة امنيا واجتماعيا، رغم أن هناك من يعتبرها متنفسا للشباب للتعبير وحرية التعبير الا انها تشكل خطرا وازعاجا حقيقيا لمدنا مثلا ناخذ مقابلة للرجاء البيضاوي او الوداد البيضاوي وغيرهما بملعب بمدينة خنفيرة حيث يتواجد وسط المدينة مما يشكل تهديدا امنيا حقيقيا امام استعداد مشجعي الفريقين في الخسارة والربح باغاني ثورية قد تسبب في انزلاقات أمنية.
ومن خلال هذا يبقى أي موعد للمباريات يوظف له الآلاف من الامنيين بمختلف تشكيلاتهم لضمان الأمن والاستقرار، الا ان المقاربة الأمنية وحدها غير كافية لفشل اقتحام التراس برامجها وأنشوداتها الثورية التي قد تبدو كافة الاوراق تضيع لاعادة الروح الرياضية العالية التي تربي أجيال على تهذيب النفس وتشجيع الفرق والمنتخبات الرياضية بشكل راق وحضاري يساير التطورات والتقدم الذي تشهده البلاد، خاصة وان اقتحم الاسلاميين والاسلاميين المتشددين ألتراس ويفرضون اغاني ثورية تزعزع اما العقيدة أو نشر ثقافة الحقد والكراهية التي تدعم الارهاب.
وامام هذا يبقى هناك فراغ تشريعي لتنظيم الملاعب الرياضية، وفي انتظار ذلك يبقى سؤالا عالقا من يسمح لآل كابو اختراق الأجهزة الامنية ويحتل الملعب ليشرع لنفسه اعطاء تعليمات للجمهور الوقوف والصمت والنشيد، كما تظل الصورة العالقة بالذهن هي تلك التي يظهر فيها شخص افتراضي حاملا لقنبلة بيده قابلة للانفجار؟
انها أسئلة تبقى عالقة لظاهرة التراس، ولفهم مغزى هذه الظاهرة وجب ربطها بالتاريخ ولماذا انتشرت في سنة 2005 وليس في التسعينيات من القرن الماضي، هل هناك تطور حاصل في المجتمع ام هناك جهات خارجية تدفع الى زرع الفتنة واللااستقرار بالملاعب الرياضية المغربية، لتتحول الى فوضى الشوارع حينها يصعب توقيف نزيف الشغب التي قد تكون الاستعدادات للمظاهرات بالمدن اقوى من تشجيع فريق او منتخب رياضي.
معاريف بريس
أبو ميسون
maarifpress.com