كما كان متوقعا، فإن محطة دراسة ومناقشة مشاريع القوانين المؤطرة للانتخابات المقبلة لن تمر عادية، فإذا كان مشروع القانون 88/14 المتعلقة بالمراجعة الاستثنائية للوائح الانتخابية العامة قد عرف جدلا كبيرا بمجلس النواب، فإن حرارة النقاش سترتفع لا محالة في مجلس المستشارين لاعتبارات متعددة أهمها الوضعية الانتقالية التي يعيشها هذا المجلس والتحفظات الجوهرية بخصوص المستجدات الدستورية المتعلقة به.
مؤشرات ارتفاع حرارة النقاش انطلقت يوم الأربعاء 19 نونبر 2014 بمناسبة مناقشة مشروع القانون رقم 88.14 بلجنة الداخلية والجماعات الترابية والبنيات الأساسية بمجلس المستشارين، عندما وجه حكيم بن شماش رئيس فريق الأصالة والمعاصرة فوهة مدفعيته صوب الحكومة بحضور وزير الداخلية والوزير المنتدب معلنا تشاؤمه وتخوفه الذي يقترب من التشكيك في تنظيم انتخابات وفق رهانات وتطلعات المغاربة في تعزيز الرصيد الذي راكمته بلادنا في درب البناء المؤسساتي وتثبيت النموذج الوطني الفريد والفتي.
وحسب حكيم بن شماش أن ما يغذي هذه الشكوك وهذا التشاؤم هو ما عاينه المغاربة من مقدمات سياسية غير سليمة ولا تبعث عل الاطمئنان تتمثل في المقاربة المعتمدة من طرف الحكومة التي تعرف قدرا كبيرا من الارتباك ولا تساهم في تنظيم انتخابات يؤكد من خلالها المغرب أنه ماض دون رجعة في مسيرته الديمقراطية.
وفي سياق تحذيره من مغبة وخطورة المقاربة التي اعتمدتها الحكومة (مشاورات صورية، عدم الانسجام مع مفهوم المقاربة التشاركية التي جاء بها الدستور الجديد…) أكد حكيم بن شماش أن فريق الأصالة والمعاصرة من دعاة التطبيع مع الديمقراطية، ولا يرى حرجا في أن يهيئ السيد رئيس الحكومة للانتخابات بالطريقة التي يراها ولو كانت تخدم حزبه شريطة أن يتوقف عن العبث، ويتقمص صفة رجل دولة حقيقي ومسؤول مادام كل شيء تحت تصرفه، ويمتلك ما يكفي من الصلاحيات الدستورية التي تحمله مسؤولية إنجاح هذا المنعطف السياسي، وشريطة أن يتوقف عن تسميم الأجواء والتشكيك في انتخابات هو مسؤول عن تنظيمها ولم تجرى بعد، وأن يتجرأ ويعلن مشاورات حقيقية بدل مشاورات الإذعان والصورية.
كما توقف حكيم بن شماش كذلك عند الخرجة الأخيرة لرئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب التي يتهم فيها برلمانيين بتلقي رشاوى مقابل تمرير تعديلات لفائدة شركة التبغ، وهو الاتهام الذي اعتبره بن شماش يكتسي خطورة كبيرة، ويستوجب تقديم الأدلة الكافية حوله، وإلا كان ذلك اتهاما مجانيا أو كذبا وبهتانا ، وتسترا على الفساد، وأكد أن فرق المعارضة سوف لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ذلك، وأعلن عزمها رفع دعوى قضائية في الموضوع لاستجلاء الحقيقة.
www.maarifpress.com
