لم يكن مسار محمد نوبير الأموي مفتش التعليم الابتدائي مناضلا ،كما تعتقد النخب الجديدة التي تعمل على تجديد كل النخب من جمعيات مجتمع مدني ،وأحزاب سياسية ،وممثلي الأمة بالبرلمان ،كما هو الأمر لمنتخبي الجماعات المحلية ،ويتبين ذلك من خلال الاطاحة بالرئيس السابق للتعاضدية العامة لموظفي الادارات العمومية محمد الفراع ومحاكمته ،لكن هذا الأخير يبقى “احوييط” قصير لآخر مؤامرة للكاتب العام للكونفيدرالية الديمقراطية للشغل نوبير الأموي عن سن يناهز 78 سنة.
لم يكن الدور الذي لعبه نوبير الأموي طيلة مساره السياسي في منأى عن المراقبة لأن سجله النضالي أسود،ومتسخ ،وهو ما سنحاول تسليط الضوء عليه لمعرفة خبايا ما يجري ويروج من مؤامرة ضد المأجورين ،و”البيع واشرى” الذي يتقن ولد الشاوية محمد نوبير الأموي تمرير بهما خطاب التفاوض والمفاوضات ،ووحده “قاضي الغراض” .
هناك جوانب مظلمة في حياة نوبير الأموي ،ونظرا للوضع المعقد الذي أصبحت تعيشه الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل في غياب المراقبة المالية منذ التأسيس،وتطاوله الديكتاتوري على الؤتمرات والاجتماعات التي لم يسبق لأي منها مناقشة التقرير المالي,
اضافة الى ما تعانيه الطبقة الشغيلة من مؤامرات محبوكة أكدتها مراسيم الوظيفة العمومية المتعلقة بالتعاقد ،والمتقاعدين ،والانتقال في غياب تنزيل النظام الأساسي للوظيفة العمومية.
ونحن من خلال هذا المقال ،نحاول توضيح بعض الحقائق ،والتي تؤكد أن الرئيس المؤسس للنقابة الوطنية للتعليم عبد الكريم مطيع بعد مغادرته الاتحاد المغربي للشغل بسبب قناعته أن هاته النقابة بروقراطية ،وغير ديمقراطية ،وهو ما جعل لقاءه مع عمر بنجلون يعرف تحولا في نضالهما لكن رؤية عمر بنجلون “ل”عبد الكريم مطيع ، وموقفه من الاستيلاء على نقابة التعليم جعله يقوم بتزكية محمد الضمضومي كاتبا عاما مما جعل هذا الأخير ” عبد الكريم مطيع ” يستسلم للخمر ،والجنون ،وهو ما حوله الى سكير قبل أن يستقر رأيه على أسلمة النضال.
ومازاد من تعميق الهوة في ذلك التاريخ هو تسارع وثيرة النضال ،ووثيرة”التقاط الأخبار” التي كان يجيدها ويتقنها نوبير الأموي الصديق الحميم لوزير الداخلية الراحل محمد أوفقير،ووزير الداخلية الراحل ادريس البصري هذا الأخير الذي حضر المؤتمر الثالث في سنة 1997 وألقى كلمة في حق نوبير الأموي مما خلق غضبا في أوساط الطبقة العاملة و الاتحاديين على وجه الخصوص .
وهو ما يؤكد أن نوبير الأموي كان حاملا لوجهين وجه نضالي ووجه اداري ساعده على تحقيق أهدافه الشخصية ، أكده غيابه عن حضور المؤتمر التأسيسي لنقابة التعليم ،مما طرح الشك “ل” عمر بنجلون حول الوظيفة الأساسية “ل”نوبير الأموي ،وهي المعادلة التي ظل يحتفظ بها عمر بنجلون في قضية المناضلين نوبير الأموي وعبد الكريم مطيع.
وأتيحت فرصة ذهبية”ل”نوبير الأموي عندما اعتمده عمر بنجلون الذهاب الى الجزائر لاعداد تقرير عن المقاومين المغاربة ،وهناك حدثت المفاجآة التي انضافت الى السجل الأسود في تاريخ نوبير الأموي حيث فضل تدبير ملف برحال الذي حمله في “كوفر” سيارته وحمله الى الرباط وبالضبط بحي القبيبات بمنزل المحامي الراحل الشقرني كأنه كان في مهمة وزير الداخلية وليس في مهمة حزبية حزبية.
ظل برحال ضيفا على المحامي الشقرني”مات منذ سنتين” وفجأة فضل زيارة الفقيه البصري بمنزله لكن الصدمة كانت قوية بعد أن رفض استقباله لكن برحال كان أكثر ذكاءا ذهب عند محمد أوفقير وزير الداخلية أنذاك،وجالسه لساعات “خواليه المزيودة” ونال ما ناله من كريمات وسيولة مالية وتلكم الأيام…
ولما وصل الخبر الى عمر بنجلون قام بطرد نوبير الأموي هذا الأخير الذي تحول الى شبه مشردا بمدينة خريبكة باحثا عن وضعية أخرى والتفكير في العودة الى الرباط ،والبوابة المشاركة في مبارة للدارسة في سلك مفتشي التعليم ،وهو ما تفوق فيه والتحق بمدرسة المعلمين بالرباط ،وهي المدرسة التي كان يدير ادارتها عبد السلام ياسين ،وللصدف أن عبد الكريم مطيع هو مدرسه..
مطيع ،والأموي وبرحال ثلاث أسماء من أبناء الشاوية كانوا يكرهون الراحل عمر بنجلون قبل أن تغتاله الشبيبة الاسلامية التي أسسها عبد الكريم مطيع،انها معادلة تزكي طرح خطير في حياة المناضل بين قوسين نوبير الأموي،والتي مازالت تداعيات أفعاله وكراهيته،والشيطنة في العمل النقابي الذي تربى عنها نوبير الأموي قبل وبعد استيلائه على نقابة الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل واعتبرها أنها أصل تجاري ،وأن لا أحد يمكن محاسبته ومراقبته عن ممارساته وأفعاله في تدبير مالية النقابة .
وسنة 1975 كانت حاسمة بعد المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي ،حيث ثم اغتيال عمر بنجلون من طرف جماعة عبد الكريم مطيع ،وقبل اغتياله بأيام تدخل مناضلو الرباط من بينهم الطيب منشذ ،وايزي،وباحدو عبد الجليل، يتوسلون “عمر بنجلون” للسماح بعودة نوبير الأموي النضال الى جانبهم لكن رحمه الله عمر بنجلون اغتالته الأيادي الارهابية تاركا نصيحته التاريخية لرفاقه انكم تتحملون مسؤولية العمل الى جانب نوبير الأموي الصوت الذي ظل ملغوما،ومبهما وغير واضحا للراحل عمر بنجلون .
نوبير الأموي …حكايات نقابي في الفساد والظلم واستغلال بشع للأجراء ،وحكايات أخرى ترفع الحجاب عن علاقاته مع وزراء الداخلية محمد افقير وادريس البصري هذا الأخير الذي استعمل كل الأطروحات لكي لا تتم محاكمته والتمس من الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله مثواه العدول عن سجنه بعد اتهامه لحكومة عبد اللطيف الفيلالي بجريدة ا”لبايس” الاسبانية بالمانكانطيس…
اكتشفوا من خلال محطات المقالات كيف يتدبر نوبير الأموي قيدوم النقابيين” 78 سنة “من الفساد والاستغلال أكبر نقابة عمالية الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل.
معاريف بريس
أبو ميسون
www.maarifpress.com