صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

الارهاب سلاح الخائف

المغرب البلد الجميل في كل تلاوينه وطيبوبة سكانه من الشرق المقدام الى الغرب المنفتح الى الجنوب الكريم الى الأطلس الصامد الى كل جهة البلاد تجد المغربي باسما في استقبالك، سخيا في اكرامك ، وفيا في مصاحبتك ، المغربي يعيش الحياة ببساطة لا يريد التكلفة ، يقنع بما لديه لمواجهة اليومي ، لكنه حريص على باب داره لا يريد بها أذى ، لذا تراه ينظف داره في كل مناسبة وبغير مناسبة ، لايهمه الغير مادام هذا الغير لا يزعجه كيفما كان لونه أو دينه أو لغته ، المغربي يتعايش مع الجميع بل يتعامل معهم ويعقد صفقات تجارية وسياسية واجتماعية.الشعب المغربي يعيش في عصره لا يتقوقع على نفسه ، يستفيد من تجارب الآخرين ، يسعى الى بناء الدولة الحديثة مع تمسكه بهوياته وعقائد شعبه دون فرض توجه واحد على أحد ، فقط القانون هو الفيصل في حالة الإختلاف ،تلك هي الوجهة التي يحاول الإرهابيون عرلقتها بالضرب دون رحمة ودون تمييز لخلق جو من الرعب في نفوس صانعي القرار، والبلبلة في صفوف الشعب المسالم الذي يكد من أجل لقمة العيش وحياة هادءة حيث تصان كرامته ويعيش في أمان .
المغرب السياسي تطور عبر مؤسسات تفاعلت مع مر التاريخ وأفرزت نظاما سياسيا لا نريد أحدا غيرنا أن يقيمه أو ينتقده أو يزعزعه ، فنحن أصحاب القرار في كل ما يتعلق بنظامنا السياسي والإقتصادي والإجتماعي ، لا نريد أن يتدخل أيا كان في شؤوننا الداخلية لأننا نحب الإستقلال ونعشق الحرية. . ها نحن هذه الأيام كباقي الشعوب في عرس الثورة العربية نساهم على طريقتنا في التغيير وترتيب البيت الداخلي والخارجي لنعيش أفضل ولننعم بالحرية أكثر،اذا بالإرهاب يضرب مراكش البهجة ، مراكش الحمراء ، مراكش النخلة الباسقة التي لا تلتفت للخفافيش،يضرب ليقتل الأبرياء ليطفئ البسمة التي تشع من قلوب اختارت ان تنعم بلحظة دفئ بين شعب معطاء وحنون .
الهدف في حد ذاته يبين من هؤلاء ، لأن من يضرب الإنسان المدني في لحظة الفرحة وتغذية الذات وتروية العطش ،أليس ذلك الفاعل مختلا في عقله ومنطقه وفي كل كينونته إن كانت له ، ألم تكن له برهة من الزمن لتتحرك ما يمكن ان تكون لديه من بقايا الإنسانية ، ليتساءل لماذا ينهي حياة انسان؟ ألم يعلم أن من” قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا “؟ هل الفعل السياسي يصل لدرجة تبرير الفعل الإجرامي ؟هل الخلاف في المواقف تجيز مثل هذا الفعل الشنيع ؟ بأي منطق أنتم تنطقون ؟ ما كان لسوي ان يقبل هذا ، ان المغرب بكل مكوناته السياسية وغيرها لن تتنازل عن حقها في العيش بسلام ولن تترك العابثين بأمن شعبها وزواره يصولون ويجولون ، فالعدالة لهم بالمرصاد ، وأن الدموقراطية التي تخشونها فهي قائمة غدا أو بعد غد ، فلن نحيد عن نظام سياسي دموقراطي فيه مكان لكل من يريد العيش بأمن وأمان وبكرامة وعدالة . ان هذه العملية الإرهابية أو غيرها لن ترهبنا نحن من سيرهبكم بالدموقراطية بالكرامة الإنسانية بالرعاية الصحية والسكنية لكل المحتاجين ، سنرهبكم بالحرية في جميع أصنافها بصحافة حرة ، بتعليم مجاني ومتطور ، بتوزيع للخيرات لضمان العيش لكل مواطن دون تمييز. . نعلم أن الإرهاب لا وجه له لأنه خائف ان يكشف ، يضرب على حين غفلة ولكن له أماكن مختارة لتواجده ، فهو يسكن العقول الجاهلة والنفوس الحاقدة والشخصيات المهزوزة نفسيا والمتميزة بالخوف والإنطواء ،الإرهاب أسلوب متخلف لحل القضايا الإنسانية لا يسلكه سوى من يسكنه الظلام النفسي ويلفه الهلع كلما بزغ نور شمس الحرية وأضاء مصباح الدموقراطية مكانا ما . والإرهاب قد يتحالف مع معارضي التغيير السياسي الذي شرع فيه الشعب المغربي لبناء أسس دموقراطية لنظام سياسي لا مكان فيه للمحاباة ولا لإقتصاد الريع،تغييريضعه الشعب بسواعده ومن طرف ابنائه . . لذا نؤكد أن السلوك الدموقراطي في حل كل القضايا هو النهج القويم والناجع لمواجهة الإرهاب ، وأن الإستمرار في المشروع الدموقراطي الحقيقي هو التلقيح المنيع ضد داء الإرهاب بكل أشكاله الإقتصادية والإجتماعية والسياسية. . وفي تطور لاحق نشرت وكالة نواكشوط للأنباء الموريطانية بيانا لتنظيم قاعدة المغرب الإسلامي، أكدت فيه أن لا علاقة لها بتفجير مطعم أركانة لا من قريب ولا من بعيد ، وهذا ما يزيد في خلط الأوراق وإعاقة كشف الحقائق بخصوص هذا العمل الشنيع ، خاصة لما يدعوا التنظيم الى مواصلة مسيرة التحرير ومباركة الحراك الشعبي ، كما لو يريد أن يلتف على حركة 20 فبراير ويحتضنها وهي بالطبع بريئة منه براءاة الذئب من دم يوسف، وليبدو كتنظيم تحرري، وحسنا فعل منظموا مظاهرة مراكش ليوم 8 ماي لقطع كل صلة مع الإرهاب ومحاولة الربط بين العمل الإجرامي و الحركة ، والكل يعلم أن الإرهاب لم يكن في يوم ما وسيلة للتحرر، وعندما ينفي هذا التنظيم علاقته بهذا الفعل الإجرامي، من يكون الفاعل إذن ؟ أيكون عملا معزولا ؟ ممكن ، لكن التحقيق الرسمي والذي شاركت فيه كل من فرنسا واسبانيا وابريطانيا وأمريكا يوجه أصبع الإتهام لتنظيم القاعدة في شخص عادل العثماني “المعجب بتنظيم القاعدة ” .
إن الشعب المغربي سيواجه كل محاولة المس باستقراره ،وسيواصل استمراره بالمطالبة بإرساء قواعد الدموقراطية ومطاردة الفاسدين والمفسدين ، والدموقراطية هي السلاح الوحيد والناجع للقضاء على الإرهاب والظلم والعبودية ، كما أن الإرهاب هو سلاح الخائف.

كتب: الحسين أربيب

كاتب/باحث

معاريف بريس

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads