صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

لا لتدمير المجتمع َََ!!!

تحولت الصحافة الاليكترونية في الدول دات الديمقراطيات الناشئة الى أداة ترعب الحكومات العربية ،ومنها المغربية خصوصا نظرا للسرعة في نقل الخبر الدي سرعان ما يتحول من قضية محلية الى قضية دولية عبر تتبع أولا أبناء الجالية المغربية لاخبار وطنهم ،وثانيا اهتمام المسؤولين بتطور الديمقراطية ،وحقوق الانسان،والحريات العامة في بلد معين خاصة بعد الحراك العربي التي شهدته مختلف الأنظمة الديكتاتورية ،والأنظمة التي تمارس القمع على الاعلام بشكل عام.

بالمغرب برزت الصحافة الاليكترونية وأصبحت حاضرة في الساحة السياسية،لكونها اكثر دقة وجرأة من الصحافة المكتوبة التي تنشر في بعض الأحيان مواد زائفة ،أو تستغل في مواقف معينة بعيدة عن نهج ،او تطبيق الرسالة الاعلامية التي تهدف الى احترام أخلاقيات المهنة ،واحترام التنوع الاعلامي،للأسف الخط السياسي ،وما تنشره من مواد تنحصر اما في املاءات للحصول على مزايا كالاشهار،أو الدعم وبالتالي تكون مجبرة لارضاء كافة الأطراف ،أو المتدخلين ،ومن هنا يصبح الاعلام المكتوب قاب قوسين أو أدنى منه في التعاطي مع القضايا شكلا،ومضمونا.

أما الصحافة الاليكترونية فهناك أمر آخر ،وقد يكون التعاطي معه مازال في بدايته ،أو أدنى من دلك لأن الحكومة المغربية لم تستوعب بعد ما معنى الاعتراف القانوني لقطاع غير منظم ،فهو بالنسبة للحكومة مازال في بدايته ولا يستحق الاهتمام ،في حين أن الدول العظمى منها على الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية ،واليابان ،وفرنسا ،وروسيا ،يتعاملون مع الاعلام الاليكتروني ليس كجسم جديد وجب استئصاله ،بل التعامل معه يتم في سياق الاحترام المتبادل،وفي سياق الدخول الى نادي الكبار الصحافة العالمية التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية ليس ماديا حتى لاتتهم الصحافة الاليكترونية أنها من العملاء الرئيسيين لأمريكا ،وانما معنويا بحثها واجبارها الحكومات العربية بعدم ممارسة الرقابة ،أوتعطيل الأنترنيت،أو افشال مستقبل العالم الجديد ،ونظرته المستقبلية في مجال التواصل،وتبادل الرأي،والمعلومة.

 الصحافة الورقية في الدول العربية تشهد اخفاقات على المستوى الأفقي ،والعمودي ،وتشهد تدخل فاعلين اقتصاديين وسياسيين ليس لدعمها فكريا ونظريا لاستئصال مظاهر الفساد والرشوة ،والرشاوي السياسية  و ليس خدمة للديمقراطية ،و تطوير البلد بل فقط لوبيات تحمي و تحافظ على موقعها وأفعالها الاجرامية اجتماعيا ..اقتصاديا..سياسيا ،وتبحث لها عن المصداقية لتلميع صورتها من اجل المزيد من تدمير المجتمع وهو ما يتسبب في أضرار تنتهي بحراك سياسي، وانتفاضات الشباب على غرار ما يجري بالمغرب،وبالعالم العربي حاليا.

ان تحديث الدولة ،وجعلها تساير التطور ،والحداثة التي تتغنى بها في المنتديات الدولية يتطلب الاعتراف بالصحافة الاليكترونية ،وجعل لها اطار قانوني يحمي العاملين بها بدل ترك فرصة لجهات خارجية قد تمارس الضغط للاعتراف بالصحافة الاليكترونية على غرار الضغط الدي مارسه البيت الأبيض ،والخارجية الأمريكية على الأنظمة العربية بالوصاية بعدم قطع الانترنيت الدي أصبح من أولويات السياسة الحكومية الأمريكية رعايته،والسهر عليه،والحفاظ على أمن مستعمليه في مختلف بقاع العالم.

ان ترشيح أسانج مؤسس موقع ويكيليكس لنيل جائزة نوبل للسلام لم يأت صدفة بل قرار اتخد بعناية الهدف منه طمأنة المجتمع العربي المتخلف في مجال التعاطي والتعامل مع الاعلام الاليكتروني أن العالم الجديد يسير بسرعة فائقة ،ومصداقية التعاطي مع الخبر ،ونقله ،وبثه وسيلة لقياس الديمقراطية ،وحرية الرأي وهو ما يستوجب على كل الفاعلين في الحقل الاعلامي فتح ورش للنقاش في هدا المجال ،وكدلك بالنسبة للجمعيات الحقوقية ،والعاملين بالقطاع خوض نضالات لجعل الحكومة المغربية تعترف بهدا القطاع الدي من دون أدنى شك سيكون موضوع ستطرحه هيآت دولية للنقاش،وسيكون محور ملف للنقاش في الصحافة الدولية والسويسرية خصوصا.

فهل يتخلف المغرب عن هدا الموعد؟

معاريف بريس

كتب:فتح الله الرفاعي

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads