صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

حرب بلادم

على ارتفاع اربعين ألف قدم، أو ربما أكثر، في مكان ما هناك في السماء البعيدة، يجلس في هذه اللحظات المَلَك الموكل من قبل الله جل شأنه بمصير اسرائيل ويحك رأسه. الى الآن، بعد 63 سنة تقريبا وجد حلولا ‘أفضل أو أقل من ذاك لكل مشكلة وهو الآن يجلس ويفكر ولا حل عنده. ويقول لنفسه المَلَك الموكل بملف اسرائيل ما يلي تقريبا: الى الآن حاولت الدول العربية ان تقضي بالقوة العسكرية على الكيان الاسرائيلي. حاولت مرة ومرتين، بل ثلاث مرات ولم تنجح. وأرادت ان تجعل اسرائيل ميدان ارهاب مخيف ولم تنجح. وجربت عددا من الحروب، وجربت السلام مرتين ونصف المرة ولم تنجح. فالكيان الصهيوني على ساحل البحر المتوسط حي يُرزق. جلس حكماء الجماعة العربية وشيوخها ليتشاوروا واستقر رأيهم على ان يحاربوا منذ الآن الصهاينة الملاعين بوسائل ليس لهم رد عليها، حتى لو نبشوا آثارهم القديمة وسألوا العالِمين المشورة. وحتى لو لم يجلسوا معا ولم يفكروا في هذه الامكانات فان وزير التاريخ قد ابتسم اليهم على هذا النحو قائلا: الربيع العربي رغم أنه لا صلة مباشرة بين اسرائيل والتطورات الثورية في مصر وسورية واليمن وتونس وليبيا وبلدان عربية اخرى، بلا أدنى شك، فانه لا شك ايضا في ان نتائجها ستصل حدودها، وستؤثر في المستقبل تأثيرا شديدا في كل واحد وواحدة من مواطني اسرائيل. فهذه الدول المحيطة بنا ستتنقب بالنُقب وبجو اسلام متطرف للاخوان المسلمين. وسيسيطر جو لا يعترف بحق اسرائيل في الوجود على الشارع العربي. ان جوا شديدا كهذا قد يُسبب الغاء شبه فوري لاتفاقات السلام مع مصر والاردن ووقف تام لكل شراكة اسرائيلية فلسطينية في الامن والاقتصاد وكل شيء. والاسلام الذي سيحدق باسرائيل من كل صوب سيوجب ايضا نفقات أمنية مفرطة، وستؤثر في حياة كل مواطن. سنكون في واقع الامر دولة في حصار اسلامي متطرف يحاول ان يزداد شدة ويقتضي استعدادا بالدرجة العليا وتيقظا لا ينقطع. لن تحدث هذه الاجراءات بين عشية وضحاها لكن هذه بالضبط ميزة العرب حولنا: فهم يملكون كل الزمن الذي في العالم. وهم يسألون بسخرية: ‘كم سنة حكم الصليبيون ارض اسرائيل؟’. سلب الشرعية ان التطورات السياسية الاخيرة في الجانب العربي تفصح عن جهد عظيم لسلب اسرائيل شرعيتها بين أمم العالم، وهذه حرب لا حدود لها تمتد على قارات. في هذه المرحلة تشترك عشرات الدول العربية بجهود سلب الشرعية، ومنها دول تُعد صديقة لاسرائيل. وهذا الوضع الجديد، وهو حرب ليس فيها اطلاق نار ودم، يُحدث اليوم صعابا لا يستهان بها في الاقتصاد والاكاديميا ومجالات حياة كثيرة. والعرب بازاء انجازاتهم في هذا الميدان لا يضعفون قبضتهم وما يزال لا يوجد لنا حتى الآن رد صهيوني مناسب. التطورات السكانية: يُخيل الينا انه كُتب وقيل من قبل كل شيء في هذا الشأن الذي لن نستطيع أبدا ان ننتصر فيه: لا بمنافسة عرب اسرائيل، ولا في المعركة على رحم الأم الفلسطينية، وهذا مؤكد في التوازن بيننا وبين البلدان العربية. ان المثال المبتذل لـ 32 مليون مصري يوم توقيع اتفاق السلام بين بيغن والسادات قياسا بـ84 مليونا اليوم هو مثل ضوء احمر خفاق في أذهان كثيرين في البلاد. وكل تفسير هنا لا داعي له. لمحاولة التغلب على هذه الصعاب لا حاجة الى هيئة قيادة عامة يكون جنرالاتها هم الأفضل. نحن نحتاج الى ‘هيئة قيادة عامة بيضاء’، كما اقترح أوري افنيري قبل سنين كثيرة، هيئة قيادة عامة مدنية تفكر بصورة مختلفة خلاقة. والشكر لاوري آخر، اللواء احتياط اوري ساغي الذي صرف انتباهي الى الحرب الجديدة التي بدأت علينا وهي حرب بلا دم. يديعوت 27/11/2011

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads