صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

ايرز تدمور :تآمر سياسي مرفوض

في السنوات الاخيرة ينتشر في وسائل الاعلام تلاعب متهكم من مدرسة اليسار المتطرف الذي يسمي نفسه على نحو سخيف ‘المعسكر الديمقراطي’. الحقيقة المحزنة هي أنه لا يوجد معسكر يحتقر الديمقراطية أكثر من ‘منظمات حقوق الانسان’ و’فرسان حرية التعبير’ التي ترفع عبثا لواء هذه القيم المقدسة. منظمات تدوس على ارادة المجتمع الاسرائيلي وقيمه، وتعمل في خدمة حكومات اجنبية وبتمويلها في ظل التآمر السياسي الذي يقوض الديمقراطية الاسرائيلية.
مشاريع القوانين التي أُقرت أمس باغلبية كبيرة في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع هي الخطوة الاولى في المعركة لمنع التآمر السياسي الاجنبي: فهي تقيد جدا جمعيات اسرائيلية تعنى بمواضيع الخارجية والامن، في تلقي التبرعات من حكومات اجنبية. وبتعبير آخر: تلك المنظمات الاسرائيلية، التي جلبت لنا تقرير غولدستون وتشارك في مطاردة كبار المسؤولين الاسرائيليين في خارج البلاد، يمكنها ان تواصل نشاطها الحقير، ولكن يتعين عليها ان تفعل ذلك مثل كل جمعية اخرى: بتمويل تبرعات وصناديق خاصة، وليس بتمويل من دول اجنبية.
لقد فهمت الدول الاوروبية منذ زمن بعيد بأنه بدلا من اطلاق التصريحات ضد سياسة الجيش الاسرائيلي، من الأفضل لها ان تمول جمعية اسرائيلية تصدر تقارير تتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب. حكومة اسرائيل تقرر البناء في بسغات زئيف؟ النرويج، بريطانيا وهولندة تحول المال الى ‘السلام الآن’ كي تهاجم قرار الحكومة من الداخل. وبدلا من استقبال رجل دعاية اوروبي بربطة عنق وعديم المصداقية، تستقبل حكومات اوروبا آلاف الاسرائيليين الذين يشوهون اسرائيل في العالم ويتلقون بالمقابل رواتب كبيرة. هذه ليست ديمقراطية. هذا تآمر سياسي.
في الديمقراطية من حق المنظمات ان تدفع بمواقفها المتطرفة الى الأمام. ما ليس شرعيا هو دوس الديمقراطية نفسها ودوس سيادة اسرائيل من جانب دول اجنبية من خلال استخدام تلك المنظمات. لا يوجد مواز عالمي لدول تقيم علاقات ود تكون لها شبكة علاقات مشوهة مثلما في حالة اسرائيل والدول الاوروبية. الحكومات الاوروبية تنقل كل سنة عشرات ملايين الشواقل الى منظمات اسرائيلية تعنى بالتشهير باسرائيل وبالجيش الاسرائيلي.
تصوروا ان تدعم اسرائيل منظمات اسبانية تدعو الى استقلال قطاع الباسك واقامة دولة كتالونية مستقلة على قسم من اراضي اسبانيا اليوم.
تصوروا سيناريو تحول فيه حكومة اسرائيل الاموال الى منظمات ايرلندية تطارد كبار رجالات السياسة البريطانيين في أرجاء العالم. فقد كان هذا سيثير عاصفة دبلوماسية هائلة وتهديد اسبانيا وبريطانيا باعادة سفرائهما الى بلديهما، حتى نشر اعتذار رسمي عن تدخل غير مشروع من جانب اسرائيل في شؤونهما الداخلية.
حقيقة ان الدول الاوروبية تسمح لنفسها بالتعامل معنا بشكل غير شرعي تنبع من ضعف اسرائيل في الساحة الدولية وفقدان الخجل لدى اليسار المتطرف. حقيقة ان أقلية راديكالية تتلقى ميزانيات طائلة من دول اجنبية تخلق واقعا مناهضا للديمقراطية تكون فيه لأقلية هامشية قوة تعبير، تنظيم وتمثيل أكبر بأضعاف مما لكل الجمهور. ومثلما كتب مستشار رئيس الوزراء رون ديرمر لمجلة ‘تايم’: ‘من الصعب تصور دولة ديمقراطية تسمح بتدخل حكومات اجنبية في شؤونها في الداخل من خلال تمويل منظمات داخلية لا تعنى فقط بانتقاد سياسات معينة للحكومة بل تشكك بمجرد أسس الدولة’.
من حق منظمات اليسار المتطرف مواصلة حملة التشهير والترويج لبضائعهم العفنة. فليفعلوا ذلك بأموالهم أو بتمويل من تبرعات وصناديق خاصة. التآمر السياسي الاجنبي يجب ان يتوقف.

‘ رئيس الدائرة السياسية في حركة ‘إن شئتم’
معاريف 14/11/2011

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads