صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

أميريكا …اسرائيل …ونحن

معاريف بريس – أخبار وطنية

الرسالة التاريخية التي وجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الى جلالة الملك محمد نصره الله، يعلن من خلالها قرار إسرائيل اعترافها بمغربية الصحراء، ليس محط صدفة، بل كان منتظرا، لأن المغرب واضح وصارم في قراراته، ولا يقبل بازدواجية المواقف لدول صديقة والتي تربطه بها علاقات ديبلوماسية، تهدف تجنب أي توثر، خاصة لما يتعلق الامر بالقرار السيادي، الذي يحمي حدود البلاد في ترابها وحدودها البحرية…الجغرافيا والتاريخ.
الموقف الإسرائيلي، سبقت له الإدارة الامريكية في عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، أو في عهد الرئيس الحالي الأمريكي الحالي جو بايدن الذي تبنى موقف سلفه شكلا ومضمونا، لان الإدارة الامريكية تعمل وفق منظومة استمرارية الإدارة الامريكية، لا كما يريد البعض توقيف عقاريب الاستمرارية، وجعل الدولة في حكم الشخص، مثلما ينهج الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، رغم انه دخل مبكرا في سن الأربعين لرئاسة فرنسا، وهو على أبواب سن الخمسين لم يفهم بعد، قوة المغرب في علاقاته الدولية، وقوته في الاختلاف، والائتلاف، وقوته ومكانته في الحفاظ على العلاقات التاريخية ، رغم كل العقبات، الى ان المصير المشترك، يجعل المغرب يحافظ على برودة دمه، الى حين يسترجع قاطن الاليزيه عقله، ويعتذر للمغرب، أو يزور المغرب، لتجديد العلاقات الديبلوماسية، كما فعلت إسرائيل، ونجحت في ذلك في العمق والجوهر، مما توجها صديقا يمكن الثقة فيها، ان على المستوى المتوسط او البعيد، لأن إسرائيل سئمت ديبلوماسية الصالونات المظلمة، وسئمت الحروب، والعداوة، وازدواجية المواقف، وهو وما يتناسب مع المغرب، في رفضه ازدواجية المواقف لدول مازالت تحن الى الماضي، وتعمل باستعلاء، على دول لها تاريخ وشرعية..
الرصيد الديبلوماسي الذي حققه المغرب، ليس جزءا من حلم راود المغاربة، بل أكيد ان الشعب المغربي، ارتباطه الوثيق مع العرش، جعله رافد من روافد دعم الديبلوماسية الملكية لجلالة الملك محمد السادس سدد الله خطاه، الذي برؤاه السديدة، وحكمة جلالته، قادة ثورة ديبلوماسية هادئة  للطي النهائي لانهاء القضية المفتعلة بالصحراء المغربية، وهي ثورة عين القلب، استعمل فيها كل أساليب الحوار الحضاري، والمفاوضات، تاركا الجهل يبحر في جهله، ولم تؤثر في المغرب والمغاربة كل المزاعم الخاطئة، ولا الاتهامات، ولا تشويه صورة المغرب ، الصادرة من أعداء داخليين وخارجيين، بل استعمل صمام الأمان، وحزام السلامة، وراح المغرب يدافع عن قضية وحدته الترابية بكل أريحية، واطمئنان، غير مبالي ما يقوله العدو، ولااتهاماته، لأنه حلحلة الوضع فوجدهم ” والو…والو”، غير BLA…BLA، وهو الامر زاد  زاد من تعقيد ازمة الأعداء، الذي أصبح المغرب عقدة لهم، ولحياتهم، ولم يجدوا وسيلة الا ان تحولوا أكلة لحوم الانسان مثلما كان عليه في تاريخ فايكينغ، مما جعل العالم يتأكد يوم بعد يوم انهم مجرد قطط ضالة، في صورة بشر تنهش عضامها…
مشروعية المغرب في أقاليمه الجنوبية بالصحراء المغربية، هي قناعة راسخة للمغرب، منذ فجر التاريخ، وقبل استقلاله، ولذلك فان اعتراف دول، وان كانت أخذت من المغرب زمنا طويلا، فان المغرب كان واثقا من مشروعيته وأحقيته بصحرائه، وأنه لا اعتراض للمغرب في صحرائه، سوى تعطيل مسيرته التنموية، وتعطيل جعله من الدول الصاعدة، وهو ما استدركه جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ولإيمانه جلالته بالعمل، والنهوض بالبلاد تنمويا، حقوقيا، واقتصاديا هي الوسيلة الوحيدة لضحد المزاعم الكاذبة، والتشهير بوطن ايمانه ان السلم والتعايش والسلام، هو الأوفر حظا لضمان الوقار للوطن، ويبعد عنها شر الأعداء الداخليين والخارجيين، وهو ما نجح فيه المغرب عمليا، ولم يترك الفرصة لأي طرف ان يثأر منه، لأنه يدافع عن حقه السيادي، وقراره السيادي في مشروعية وحدته الترابية بالأقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية.
الآن، المواقف الضبابية، والابتزاز، انتهت مدة صلاحيتهما، ولم تعد قابلة للتفاوض، أو تقديم تنازلات، لأن دولا صديقة سارعت لصفع كل ما من شأنه يضعف او يبتز المغرب، وقالت كلمتها في موقف سيادي من دون رشاوى او التوقيع شيك على بياض، انها أمريكا، وإسرائيل ودول افريقية عربية وخليجية، التي قالت كلمتها، وارتاح ضميرها بعد ان أصدرت قرار اعترافها بمغربية الصحراء، ولا أضن ان فرنسا سوف تضطر لمزيد من شد الحبل مع المغرب، لأنها الأولى التي لها قناعة ان الصحراء مغربية، لكن طريقها صعب لاتخاذ القرار السيادي، لأنها تأبطت شرا مع دولة الجوار التي تتحكم في سيادتها، وقراراتها، لأن ماكرون مجنون، بحب التافهين والناقمين على أوطانهم والأوطان، والرسالة قد يكون التقطها ماكرون في الاحتجاجات الاخيرة بفرنسا.
وبتصاعد مواقف الاعتراف بمغربية الصحراء، طوي نهائيا ملف الصحراء، ولا أحد اليوم بإمكانه الطعن في مشروعية المغرب، وهي المشروعية التي انتزعها بالسلم والحوار، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بديبلوماسية جلالته الهادئة، والمتنورة، والتي تعكس الموقف الاممي الذي استنفذ أمره، ليصدر قراره التاريخي ان الصحراء مغربية.

فتح الله الرفاعي

معاريف بريس htpps://maarifpress.Com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads