صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

ماذا بعد أن لعب العدالة والتنمية ” الورقة الأمريكية التي انتهت مدة صلاحيتها؟



لم يكن مفاجئا للشعب المصري سقوط الرئيس المنتخب في سنته الأولى رئيسا لمصر ،كما لم يكن خروج مؤيديه ومعارضيه سلوكا غير حضاريا ،لأن التوقيت كان مناسبا لخلع الرئيس محمد مرسي من منصبه لأنه اختار الطريق الصعب بمواجهة معارضيه بالتوعيد والترهيب تحت يافطة صناديق الاقتراع أفرزته رئيسا لمصر .

المصريون لم يكونوا على التو مستعدين لاجراء انتخابات رئاسية بسرعة قياسية ،بل كان عليهم التريث والاحتكام الى نبضات الشارع ،واطفاء الغضب الشعبي بعد الاطاحة بنظام حسني مبارك،لأن الاختيارات كانت كثيرة لكن الارتباك كان أقوى في كل المحطات ،كما أن القرارات المتسرعة للجيش المصري طبعها الارتجالية والهدف حصر الأضرار ،وعدد الضحايا ،والتحكم في عدم استعمال السلاح لمواجهة المعتصمين بساحة الميدان.

  وبما أن لكل شيء ثمن فان مصر أدت فاتورة الانبطاح للاملاءات الخارجية وخاصة منها الأمريكية التي قد يكشف رجل الـ’سي.آي.ايه’ السابق ادوارد سنودن رجل المخابرات الأمريكي خبايا الأسرار  الاستخباراتية التي أدت الى صعود الاسلاميين للحكم فيما سمي “ربيع الشعوب العربية الذي لم يولد من الهبة الشعبية العربية 2011 .

وما جرى بمصر هو محور تفكير وتحليل للحكومات الاسلامية الصاعدة على التو ببعض البلدان العربية ،وان كان المغرب له خصوصيات ويحتكم للثوابت والضوابط فان “العدالة والتنمية ” الحزب الحاصل على أغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية ل 2011 ،جعلته يتبوأ رئاسة الحكومة من خلال أغلبية برلمانية مازال يعيش على ايقاع الثورات العربية ويتذكر جيدا حركة 20 فبراير التي قد تكون ساهمت في تطبيق الاملاءات الخارجية من خلال الدعوة الى ضرورة اشراك الاسلاميين في تدبير الشأن العام .

العدالة والتنمية و من خلال التمحيص في مسيرته الحزبية لا بد من التذكير أن الاملاءات الأمريكية كانت قوية في صناعة جيل الاسلاميين الجدد من خلال الاقصاء وتنحي الراحل مؤسس الحزب الدكتور عبد الكريم الخطيب الذي ثم ابعاده في صمت من خلال انتخابات مسبقا وحده العدالة والتنمية يعرف كيف ثم انتخاب الدكتور سعد الدين العثماني “وزير الخارجية والتعاون ” خلفا له خلال ختام أعمال المؤتمر الخامس للحزب، ومعلوم أن الدكتور العثماني كان يشغل منصب نائب الأمين العام، وقد حصل على الأغلبية المطلقة ب 1268 صوتا من بين ال 1595 من المصوتين، أي بنسبة 80.5% من عدد المصوتين ، فيما احتل الأستاذ عبد الإله بن كيران المرتبة الثانية ب 255 صوتا، والأستاذ لحسن الداودي في المرتبة الثالثة ب 250 صوتا .

فارق الأصوات بين سعد الدين العثماني 1268 ،وعبد الاله بنكيران ب 255 صوتا يتضح بجلاء أن التنظيم السياسي للعدالة والتنمية تتحكم فيه “الأيادي السوداء” التي تسير المؤتمر وفق النتائج والمعطيات التي تحددها الدائرة المغلقة جدا ،مما يؤكد أن انتخاب سعد الدين العثماني كان وفق التزام في الغالب الأعم املاءات خارجية وفق وعود محددة الهدف ،وبرنامج أمريكي قد يكون المعهد الديمقراطي الأمريكي راعي الاسلاميين بالدول العربية صنع الحدث ليس بالمغرب بل بكل الدول التي شملتها الثورات العربية أو ما اصطلح عليه بالربيع العربي …والهدف اشراك الاسلاميين في الحكم.

عبد الاله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في سياسته ومواجهته لا يختلف عن الرئيس المصري محمد مرسي حيث ان قمنا بتحليل دقيق في مواجهته المعارضة والمعارضين لسياسته نجد لا اختلاف في المصطلحات تهديدات ووعيد أكدتها مختلف مداخلاته في الجلسات الشهرية المخصصة لمساءلة الحكومة في السياسة العمومية ،أو في اجتماعاته مما يؤكد معطى واحد أن الاسلاميين ينبذون الحوار ،والمفاوضات ،وأنهم لا يمثلون عامة الشعب بقدرما يمثلون فقط أحزابهم ومناضليهم وما غير ذلك قابل للجهاد في كل ما من شأنه يعرقل مسيرتهم ،أو برنامجهم ،أو يختلف في ايديولوجياتهم “الدعوة “.

الفرق بين عبد الاله بنكيران ومرسي

ان كانت زوجة الرئيس مرسي المنتخب، نجلاء محمود، وهي في الخمسين من عمرها بصفة ‘السيدة الاولى‘اذا كان تقول: ان زوجي هو خادم مصر الاول كما يرى المنصب فسأكون الخادمة الاولى. وسموني أم احمد. فأنا أنوي الاقلال من الظهور. لن أتدخل في شؤون الدولة كما فعلت جيهان السادات ولن أتدخل في التعيينات السياسية كسوزان مبارك. تلقيت التفويض. سأكون في الأكثر المستشارة الخاصة لزوجي وسأستمر على النشاط الخيري.

أما رئيس الحكومة المغربية عبد الاله بنكيران فان زوجته لا تظهر ولم تظهر لكن علاقتها ونشاطها الخيري تجاوز ليشمل ربط علاقة قوية مع صحافية بالشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة المغربية “فاطمة البارودي ” والمشروع التأثير في الاعلاميين العاملين بالقطاع العمومي ،وجعلها سيدة الاعلام باختلاقها أسطورات مثل تلك التي ادعتها بتوقفها عن الكتابة ووجدت ضالتها في جريدة أخبار اليوم لمدير نشرها توفيق بوعشرين المحسوب على التيار الاسلامي “العدالة والتنمية” التي أصبح لها بوقا ولكل واحد هذف فاطمة البارودي تريد مكانا لها مثل بينازير بوتو التي قد تكون تجهل كيف انتهت مسيرتها ،والثاني توفيق بوعشرين يبحث عن مظلة وزير العدال مصطفى رميد “العدالة والتنمية” والمزيد من الدعم من مصطفى الخلفي وزير الاتصال”العدالة والتنمية” وهما الكتفين الذين قد يبرران دعوته في نشر الفكر والبرنامج الاسلامي.

اذا،كل هذه المحطات والمعطيات هل يجعل محمد مرسي فرصة للإسلاميين من مراجعة فكرهم وتعاطيهم مع الشارع والمعارضة ،أم سيستمرون في سياسة التهديد والوعيد “انا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر” أم سيندمجون في المجتمعات وتدبير الشأن الدنيوي والشأن العام وفق الضوابط والقوانين والدساتير …تلكم اشكالية تتعلق بمصير الاسلاميين في المغرب كما بالدول الأخرى.

أمريكا تتراجع عن دعم الاسلاميين

أما وأن أمريكا اليوم ليست هي أمريكا البارحة ،تنصلت عن أي دعم للرئيس المصري محمد مرسي المخلوع و هي اشارة لا بد أن يلتقطها الاسلاميون لأن لها دلالات ومغزى ،لأن الاسلاميين لعبوا الورقة الأمريكية انتهت مدة صلاحيتها ،جعلت من أمريكا الدولة الصديقة للاسلاميين مرحليا بعدما لصقت بها الدولة العدوة في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش ،وفي عهد الرئيس الحالي باراك أوباما نجح في ازالة الصورة القاتمة عن أمريكا ليجعل الشعوب العربية والاسلامية تعيش الشتات داخليا داخليا فيما بينها “مصر نموذجا” فهل يتدارك حزب العدالة والتنمية المغربي أخطاءه قبل فوات الأوان ؟

 

معاريف بريس

فتح الله الرفاعي

www.maarifpress.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads