صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

المرأة والرجل وفصولهم الساخنة

 

 

بقلم الكاتبة والشاعرة / هدلا القصار

نعتذر اليوم من تغيير مسار القلم الذي كاد أن ينتهي من دراسة لعمالقة شعراء العالم العربي، لولا أقتحمني موضوع من واقع الحياة، وهي قصة الرجل والمرأة وفصولهم الساخنة …… بيد أننا نحاول الهروب من هذه القضية التي لن تنتهي بين الرجل والمرأة . ونحن نعلم أن هناك العديد العديد من القصص تقشر لها الأبدان، لكن ما لفت نظرنا هو ما يتجملون به بعض أزواج اليوم تحت شعار الشرع … هذه المرأة التي كانت فيما مضى، وحي الأنبياء، وإبداع الأدباء، وينبوع الحكماء، وسبحة الفلاسفة، اللذين ما زالوا حتى اليوم يتغنون بها في كتاباتهم وتجاربهم إلى أن أصبحت جزءا لا يتجزأ من الثقافة الاجتماعية عند المبدعين …. وهي الحكاية التي لن تنتهي مأساتها مع الرجل ، ما لم يتم معالجتها من قبل المحاكم الشرعية بشكل جذري، أو بوضع حدا لتكرار الزواج دون أسباب شرعية تدعوا للزواج مرات أخرى، لذا يجب أن يحصرها القانون بشكل نهائي بعد كل هذا الشوط من دخول المرأة جميع ميادين الحياة المهنية والعلمية والسياسية ….. ومع هذا، لن نضع اللوم كلياً على الزوج، بل على الزوجة أيضا، لأنها لا تجتهد لاستقطاب الزواج باللين والتفاهم والمحبة، وامتصاص انفعالاته، أو تهديداته لها بالالتفات لامرأة أخرى أن لم تعدل من شانها …. لا بل تعتمد على تبذير أموال الزوج، اعتقادا منها بهذا الفعل تمنعه من التفكير بالزواج من أخرى…، او تهتم بكثرة الإنجاب الذي يؤدي في النهاية إلى إهمالها لزوجها وجسدها الذي يعتبره الرجل جزء لا يتجزأ من الاهتمام به ، بدل الصراخ واللوم والتأنيب طوال النهارات . وكذلك نلوم الزوج المتسلح بشرعية تعدد الزوجات على كل صغيرة وكبيرة … بدل أن يعبر لزوجته عما يشتهيه بامرأته، وعن الأسباب التي أدت إلى برودة أجسادهما من بعضهما البعض، وتسببت بفقدان شهيتهما الجنسية … والتي قد تكون من الممكن أن تخفف من وتيرة الزوج المتسلح بشرعية حقه بالزواج من ثانية وثالثة ورابعة. ونحن نصدق هذا القول بما أن بعضهم يعيشون بيننا، ومعنا، وحولنا، كسلطة طاغية على وجه الأرض … ومن هذا المنطلق نذكر الزوجات بأن ” الحاجة أم الاختراع” بمعنى أن الرجل لن ييأس إذا أراد الخروج من صحن داره… ، فما على المرأة سوى أن تغيير من أسلوبها وتقنياتها التي أصبحت بالية في يومنا هذا ، ولان من السهل على الرجل أو الزوج أن يبتدع في كل مرة أسلوباً مختلف عن الأخر، بما أن أصبح لديهم تقنيات جديد، أو مستحدثة يتكللون بها للهروب أو الخروج من بين ذراعي زوجاتهم، وتكرار تجربة الزواج مرة بعد مرة، حتى لو لم يملكون تكلفة الزواج …، ما دام الرجل يمشي على الأرض ملكاً مكللاً بما شرع له بتعدد الزوجات، متشبهين بالرسول عليه السلام، حاملين شعار ما نصح به : ” تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ” لكن أزواج اليوم يفبركون هذا النصح على طريقتهم، وليس كما قصد به الرسول عليه السلام، واخذوا يتهافتون البحث عن امرأة أرملة أو مطلقة بشرط أن تكون ما زالت تحتفظ بشكلها الأنثوي، وان تكون تملك منزلا، ولا مانع إذا كانت تعمل و تملك راتبا اكبر من راتبه …. وان تكون ضعيفة الحيلة…، ليفترشون لها عضلاتهم، ويتقربون منها لافتراسها بعد اللعب على نقاط وحدتها، وبحثها عن الستر في مجتمع ذكوري لا يرحم المطلقات أو الأرامل….، فيسارعون الإيقاع بها للاستفادة من حسبها، أو للتباهي بجمالها، أو لتحقيق أحلام الزوج على حساب الزوجة المطلقة، أو الأرملة، التي قد تساعده في أو تعفيه من مصاريف تكلفة الزواج … ، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها وهذا نادراً . لذا سيبقون فتياتنا عانسات ما دام الرجل ينظر إلى المرأة على أنها صندوق النعم، وخاصة للرجل الذي يملك راتبا ضئيلا، إلا الزواج من أرملة، أو مطلقة، بعد أن يجمعون باحايلهم مالهن … ومنهم يتزوجونهن لأعادت صيانة أنفسهم من جديد، هذا ما وصل إليه طالب الزوج أو الهارب من زواج إلى زواج . أما السيدة كفاح، التي سكنت القلم اليوم، كانت تملك ما أكرم الله عليها من نعمة هذا النصح، ولا ينقصها سوى الستر بالحلال… ، تقول: في البدء رحبت بفكرة الزواج من رجل متزوج بعد انفصالي عن زوجي وتعرضي للضغط النفسي والمعنوي والاجتماعي والعائلي والإنساني … مما دفعني إلى الارتباط بزميل يطلق عليه بعض أصدقائه اسم ” النمس” فكان طوال الوقت يلاحقني بوجه العابس وشخصيته الفذة إلى أن استدرج عاطفتي نحوه وقربني منه بعد أن عبئ فراغات وحدتي وآمالي … وبعد أن علمت انه شبه منفصلا عن زوجته التي تغلب عليها الصفة الذكورية، لسيطرتها على مناحي الحياة . ولكثرة تأنيبها وإطلاق الأوامر المستمرة على الزوج الذي يرفع راية الاستسلام في النهاية لإخماد صوتها، وكسب صمتها، في كثير من المواقف، والانصياع وراء رأيها الهادف لإزاحة شخصيته داخل المنزل وخارجه إلى وصل بها الأمر، إلى هجر فراش الزوج .. مما دفعه الهروب من زوجته التي لم تعد تثيره أنوثتها ونرجسيتها ( كما قال…. ) والتفكير بالزواج من السيدة كفاح، دون أن تعلم بنواياه الانتقامية من زوجته .. ، باعتبار وجود زوجة أخرى سيقوم بهذه المهمة ويعيد ترتيب أوراق الزوج وإعادة تربية زوجته من جديد… فيما يظهر الزوج المتربع على عرش اللذة، ومتع المراهقة المتأخرة، أمام أعين أصدقائه وزملائه وكل من عرفه، ليقول لهم بكل فخر واعتزاز “إذ ارتم أن تخرجوا من زوجاتكم وتعيدوا برمجة نسائكم وشخصيتكم، فلتشربوا حليب السباع من تجربتي”، وخاصة أمام كل من الأزواج اللذين لا يجرؤون على مثل هذه الخطوة، أو هذه التجربة التي تثير حسد وغيرت العديد من الأزواج اللذين لم يتوفر لهم تغيير الزوجة، أو ملاحقة شهواتهم ورغباتهم وغرائزهم ….لأسباب تتعلق بغلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج .. أو خوفا من إعادة تكرار الإحباط الذي انتابهم بعد فشل علاقة متينة مع زوجاتهم اللواتي اخصينا رجولة أزواجهن، وكسرنا غفوتهم وتسببنا بقلقهم …. أو لأسباب غموض تلك الخطوة المستقبلية التي قد يترتب عليها مشكلات جمة لا حصر لها . وهكذا يكون الزوج قد اثبت نجاح قدرات تفرده لمثل هذا القرار الهروبي . ليستريح استراحة المحارب، بعد أن حقق أهدافه وانتصاراه على الزوجتين …. وبهذه الصدمة استيقظت السيدة كفاح، على أنها لم تكن سوى وسيلة رخيصة للضغط على الزوجة الأولى، لاشتعال غيرتها وإثارتها، وقلقها … للتفكير بإعادة أو استرجاع زوجها إلى المنزل، والإصلاح من أسلوبها ….، دون عناء أو تكلفة، أو جهد، أو تنازلا من الزوج… وبهذه الوسيلة التي لا تحمل من الرجولة سوى جراءة الفعل….، عاد الزوج إلى زوجته دون أي معاهدة تفاهم أو إصلاح ما افسد بينهما الوقت، أو ترميم ما ترك احدهما في صدر الأخر من فجوات … لتبقى العلاقة مهددة بالانهيار، بعد عودة الزوج إلى زوجته التي استرجعته بكيد النساء… وليبقى كعودة “ظل رجل ولا ظل حيطة ..”، وبهذا المشروع يكون الزوج قد نجح في مؤامرته على زوجته الأولى، واللعب على مشاعر الزوجة الثانية، التي لم تكن سوى لعبة بين يدي الزوج الماكر الذي لم يفكر سوى بالانتقام من زوجته والربح المعنوي والشخصي والمادي والاجتماعي …. من الزوجة الثانية . وبما أن السيدة كفاح، هي الحلقة الأضعف في مثل هذا النوع من الزواج، الذي تحول من حب إلى ابتزاز عاطفي وإنساني ومادي، حتى وصل الأمر إلى ما يشبه زواج المسيار … فما كان على السيدة كفاح سوى التوجه إلى صديق العائلة المحامي (… ) تروي له قصة سادية هذا الزوج وابتكاراته المشحونة بالانتقام من زوجته على حساب حياتها ومستقبلها وما بنته من أحلام معه، دون رحمة أو كرامة، ليساعدها على الخلاص منه بأقل خسائر ممكنة، بعد أن اكتسب ما اكتسبه منها، وادخر ما ادخره من ورائها …، تطلب العودة إلى وحدتها بعد أن اكتشفت أن نميمة أهل الطرقات، والشوارع، والزائرين، والزملاء، والأصدقاء، … ارحم من أن تكون أداة لإعادة صيانة شخصية الزوج، أو أن تبقى مجرد عصاه على امرأة مثلها . فطلبت الطلاق من السيد ” نمس” لتكون سيدة نفسها ومشاعرها التي تعرضت لخيبات الزوج، ووسائله الرخيصة، وابتزاز عاطفتها، وحياتها، في مجتمع ذكوري فرض عليها الزواج منه بطريقة أو بأخرى، لتحتمي بظل رجل تعيش معه بأمان ووئام… لكن الزوج رفض الانفصال عنها ! ! ليس حبا بها ! بل لتبق السيف الساطع على رقبة الزوجة الأولي كلما حاولت النهوض من استسلامها وخضوعها … وخوفا من أن تعود إلى ما كانت عليه سابقاً … قبل تقدم التكنولوجيا، الذي حول ما نصح به الرسول عليه السلام، إلى زواج مصلحة ينتقوا منه ما يريدوه، ويتجاهلون ما لا يريده، من المرأة أو الزوجة، إلى أن أصبح الرجل ينظر إلى المرأة بطريقة تحط من قيمتها وقدرها .. كما أصبح البعض ينظر إليها على أنها خلقت لمتعته وإسعاده كيفما كان … متجاهلين موطنها، موطن المحبة والرحمة التي ذكرها الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حين قال ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21 ) سورة الروم ” وقال الشاعر الاغريقى ” هوميروس إذا أردت أن تتخذ فتاة من الفتيات زوجة لك، فكن لها أبا وأما وأخا …. لان التي تترك أباها وأمها وإخوتها لكي تتبعك… يكون من حقها عليك أن ترى فيك رأفة الأب، وحنان إلام، ورفق الأخ ، وصدق الصديق….. والجار الأليف، والحارس الأمين، وليس ( …. ) لذا نقول لن تكتمل صورة المجتمع السوي، والزواج السوي، والعلاقات الطيبة، إلا بعد أن يوقف القانون مهزلة تعدد الزوجات دون سبب وجيه يدعوا إلى ذلك . والى أن يصطلح هذا القانون، فما علينا سوي أن نطلب من الله أن يرحم حواء من مكر الأزواج، وليغفر للرجل ديكتارويته وساديته، لان مثل هذا النوع من النساء لا ينقصهن من العذابات والقهر … قبل أن يأتي الرجل ويستخدمهن أداة لإعادة صيانة شخصيته وتأهيلها من حديد . ويجب على المرأة أن تحذر من الزوج، وتنظر ما استطاعت إليه بكل حذر … وتتلاف ثقافة بعض الأزواج المزيفة وعهودهم المزركشة، ومحبتهم الملونة، ورسائلهم المسكونة بالجن والعفاريت . أو لتبقى المرأة: قصيدة الشاعر، ولوحة الرسام، في تأريخ الإبداع أبدا .

 

معاريف بريس

www.maarifpress.com

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads