صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

يا مرحبا بالديموقراطية الأمريكية!!!

لطالما لم تقنعني الديموقراطية الأمريكية بشتى دواعيها ومدّعيها. لم تقنعني لعبة المحافظين الجدد قط. كنت أعلم أنها موجهة حسب رأي فؤاد عجمي وبرنارد لويس وريتشارد بيرل… للرعاع في مجتمعاتنا بهدف إحراز التشظي المجتمعي الهادف إلى العودة إلى ما قبل الدولة، وبهدف جعلنا تابعين للمصالح الأمريكية.كانوا واضحين في هذا كثيراً.لم تكن لدي أوهام حول هذا المشروع. لكن اللافت أن الدولة-الجهاز في الولايات المتحدة الأمريكية كشف سوأته بسرعة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول. فتم خلق معتقل غوانتانامو بكل أشكاله البربرية وتم قتل 1,5 مليون عراقي واستصدر قانوناً يسمح بالاعتقال لمدة ستة أشهر في الأراضي الأمريكية بتهمة الإرهاب دون استجواب أو محاكمة. وتم أيضاً استصدار أو إحياء قانون القتل المستهدف الذي يسمح بقتل السياسيين والذي كان قد أُوقف عام 1973.كان البعض يعتقد أن الأمريكيين يمارسون اللعبة قبل 11 أيلول بذكاء؛ أي بطريقة (الإستابليشمنت أي المؤسسة) وكانت قناعتي أنهم يمارسونها كذلك لأنهم ليسوا في وضع طوارئ ولأن المال عندهم كثير فيبدون أذكياء. حوادث استوقفتني كثيراً واستتبعت بحوادث أخرى أكدت لي أنهم ليسوا أذكياء كفاية كما تصورهم بعض الكتب والأفلام:فأن يمنع عربي يعمل في جهاز رسمي في الولايات المتحدة الأمريكية ومتزوج من سورية، و يتمتع بالجنسية الأمريكية، من زيارة سورية، وإلاّ فقد عمله (منتهى الديموقراطية ومنتهى حقوق الإنسان)، ويمنع من الترقي إلى وظيفة أخرى، والسبب المعلن بلا استحياء أن له صديقاً اسمه عماد فوزي شعيبي في دمشق، فهذا يعني أنهم، وبهذه الطريقة السمجة العالم ثالثية، ليسوا تماماً أذكياء أو (لعّيبة!)، ونحن الذين كنا نبالغ بذكائهم.لم أكن قبل سنين أصدق أن الإنسان هو الإنسان وأن مؤسساتهم ليست بلا تقاليد إلى هذا الحد إلى أن قرأت عن كيفية صنع القرار في وزارة الخارجية الأمريكية من أحد السفراء فيها. صُدمت إلى حد الدهشة لأنهم ليسوا بالصورة التجريدية التي عرفناها عن أعمالهم الذكية في (المخيال) العربي الذي يؤسطر كل شيء، لا لشيء إلا لأنه لا يريد الاعتراف بعجزه.حادثة أخرى أكدت لي الديموقراطية الأمريكية العظيمة عِظَم عالم ثالثيتها!؟، أن صديقاً قديماً لي،سوري، كان زميلاً في كلية الهندسة زار دمشق قبل سنتين وتحادثنا طويلاً حول دوره في الحزب الجمهوري والكونغرس، راسلته مرة بخصوص أمر يتصل بعمل خيريّ فطلب مني أن أرسل له رسالة الكترونية أشرح له تفاصيل هذا العمل الخيري. لم يرد على الرسالة رغم أنني أرسلتها عدة مرات. عاد منذ فترة ليُسر لي أن المخابرات الأمريكية استدعته لتسأله عن علاقته بي وعن هذا الموضوع الخيري؟!. هل أنا مهم على هذه الدرجة؟. بالتأكيد لا، ولكن الحقيقة أنه الواقع الحقيقي لجهاز تحول من مخابرات كما كنا نتصوّر إلى جهاز أمني بالمعنى الذي كنا نراه عالم ثالثياً، وصولا إلى استصدار قرارات مُعلنة عنصرية بتفتيش خاص لرعايا بعض الدول كلبنان وسورية، وكأن الإرهابي!!! سيأتيهم بجواز سفر حقيقي لإحدى هذه الدول… يا له من ذكاء!!! عنصري.الحادثة الثالثة تتأتى من أن يلغي موقع الفيس بوك للمرة السابعة على التوالي صفحة خصصها شباب للسيد حسن نصر الله، فهذا يعني كم هم ديموقراطيون… وأذكياء.لا أحب نظرية المؤامرة ولست مقتنعاً بأنها تصلح أصلا لتفسير التاريخ أو السلوك البشري، لكن عالم ثالثية الديموقراطية الأمريكية التي تكشّفت على قاعدة حالة الطواريء التي لطالما استخدموها مادة ضد دولنا باعتبارها تنتهك حقوق الإنسان، هي التي تجعل هذا الجهاز يتصرف على هذا النحو غير الذكي!. أو ليست المخابرات قد أتت بالإنكليزية من مفردة الذكاءIntelligence ومنها المثقف أنتلجنتسيا الذي هو أعلى درجات الأذكياء؟.وبمناسبة الذكاء…وحتى لا أذهب بنظرية المؤامرة العالم ثالثية إلى أبعد حدّ، أتساءل وأنا شخص متواضع لا يريد أن يصدّق أنه بهذه الأهمية!!!، فنحن أفراد، مجرد أفراد وهم دولة: ترى هل يقف هذا الذكاء وراء امتناع إحدى دور النشر الأمريكية عن موافاتي بمبيعات كتابيّ اللذين نشرتهما لديها، وعدم تثبيت مبيعات كل المواقع الشهيرة كالأمازون والبارنز أند نوبل… وغيرهما من المواقع التي تؤكد أن المبيعات كبيرة وعلى المواقع نفسها… لا أدري لعلها الديموقراطية الأمريكية، ولعله الذكاء الاستخباراتي. أنا لا أحب أن أصدق هذا … ولكن ما يدريك؟.أمريكا …(شيكا بيكا)،وكما يُقال بالعامية:” فكرنا الباشا باشا وجدنا الباشا زلمة”.. ومهما يكن من أمر … تموت الحرة ولا تأكل بثدييها… و خاصة مع الأغبياء.

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads