صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

طوني بلير.. فاسد وسمسار سياسي

يتعرض رئيس وزراء بريطانيا الاسبق والمبعوث الخاص للرباعية الى الشرق الاوسط طوني بلير في الاسابيع الاخيرة لهجوم غير مسبوق من وسائل الاعلام البريطانية. وبزعم صحف رائدة في بريطانيا، فقد شارك بلير في صفقات كبرى في الشرق الاوسط أدخلت الى جيبه مالا كثيرا في فترة نشاطه في الرباعية، ووضعته في تضارب حاد للغاية في المصالح.
مر أكثر من أربع سنوات منذ عُين بلير مبعوثا للرباعية الى الشرق الاوسط، ومدى نجاحه في تقدم مساعي السلام بين اسرائيل والفلسطينيين موضع شك. غير أنه في الوقت الذي ينبذ فيه في بريطانيا بسبب تأييده للحرب في العراق، وفي السلطة الفلسطينية تتهمه محافل عديدة بانه ليس أكثر من متفرغ سياسي، يتمتع بلير في اسرائيل بصورة ايجابية.
وسائل الاعلام البريطانية تدعي بانه من مكتب بلير، الذي اتخذ حتى وقت قصير مضى مقرا له في الفندق الفاخر ‘امريكان كولوني’ في القدس، فان المبعوث الخاص يدفع الى الامام سلسلة من الصفقات الخاصة واسعة النطاق عالميا. وحسب الصحافة البريطانية، فان صفقات كبرى تتم من خلال شركة الاستشارات التي أقامها بلير قبل عدة سنوات على اسمه، وتقدم سلسلة من خدمات الاستشارة لسلسلة من الزبائن ذوي الاسم العالمي، بمن فيهم بنك الاستثمارات جي.بي مورغن، أمير الكويت وكبرى شركات التأمين ‘زورخ فايننشل’. ذات المحافل تعمل في عدد من المراكز في الشرق الاوسط، في مناطق يجد دور بلير كمبعوث للرباعية تعبيرا فيها. المنشورات الاخذة في الاتساع عن تشويش الحدود بين وظيفة بلير الدبلوماسية وبين خدماته التجارية لا تتوقع فقط فشلا معروفا مسبقا في مساعيه لايقاظ المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين من سباتها بل وأيضا تثير التساؤل المحتم: هل بلير يستغل وظيفته الحالية كي يجني مالا تجاريا؟
وكانت قضية بلير تفجرت بصخب كبير في الايام الاخيرة. عدد من الصحف البريطانية، بما فيها ‘الديلي ميل’، نشرت بان رئيس وزراء بريطانيا الاسبق وقع على اتفاق غني بالسيولة النقدية مع رئيس كازخستان، نور سلطان نزربييف، في اطاره بعث بلير بوفد من المستشارين الشهيرين عالميا للمساعدة في تحقيق اصلاحات اقتصادية في الدولة الغنية بالنفط والغاز في وسط آسيا. فريق الخبراء الذي بلوره بلير يفترض اضافة الى ذلك أن يوثق العلاقات بين كازخستان ومحافل تجارية وسياسية مختلفة في اوروبا واعادة بناء السمعة المشكوك فيها لكازخستان في العالم. وحسب تقديرات مختلفة، نفاها الناطق بلسان بلير، فان هذا الاتفاق قيمته تقدر بثمانية ملايين جنيه استرليني.

بنك بلير

في السلطة الفلسطينية أيضا يشارك بلير في سلسلة صفقات تضع تحت علامة استفهام صلاحيته لتنفيذ مهام منصبه دون تضارب في المصالح. في تحقيق شامل أجرته القناة 4 البريطانية انكشفت سلسلة من تضارب المصالح على نحو ظاهر. ويفيد التحقيق بمبادرات اقتصادية دفعها بلير الى الامام في مناطق السلطة الفلسطينية وفي قطاع غزة أحسنت لشركات تعتبر من زبائنه، مثل بنك الاستثمارات جي. بي مورغن الذي كما هو معروف يدفع راتبا سنويا سمينا على نحو خاص لبلير. وهكذا مثلا نجح بلير في اقناع السلطات في اسرائيل السماح لموردة الخدمات الخلوية ‘الوطنية’، العمل في المناطق كشركة خلوية اضافية. أصحاب ‘الوطنية’ هم شركة QTEL القطرية الكبرى، وهي زبون مركزي لجي. بي مورغن.
كما أن بلير دعم اقامة حقل غاز طبيعي في غزة بقيمة 6 مليار جنيه استرليني. ومارس كل ثقل وزنه لاقناع المحافل في اسرائيل السماح بتطوير الحقل، مع أن الفلسطينيين أعربوا عن انتقادهم لجهوده وطالبوا باستقلالية حصرية في تشغيل الحقل وفي تلقي مداخيله. هنا أيضا يتبين أن من يشغل الحقل هي شركة ‘بريتش غاز’، زبون مركزي لبنك جي. بي مورغن. وتصدر الاشارة الى أن جي. بي مورغن يدعي بانه لم يتحدث ابدا مع بلير عن الصفقتين الاخيرتين. بل ان بلير يدعي بانه لم يكن على علم بالعلاقة.
‘تضارب واضح في المصالح’، كُتب في ‘ديلي تلغراف’. ‘بلير كان يصعب عليه الخروج من مثل هذا التضارب بسلام لو كان موظفا عموميا في بريطانيا’. د. نيكولاس ألن، محاضر في العلوم السياسية في جامعة لندن قال لـ ‘ديلي تلغراف’: ‘لا ريب انه لو كان بلير في منصب وزاري في بريطانيا، لما كان مثل هذا التضارب في المصالح لاقى التفهم’.
في كانون الثاني/يناير 2009 التقى بلير بأمير الكويت جابر الصباح في جولة لقاءات له في الشرق الاوسط. وحضر اللقاء جونتان باولر، الذي كان رئيس طاقم بلير عندما كان رئيسا للوزراء، ويشغل اليوم منصب مستشار كبير في فريق الاستشارات التابع لبلير. ومع أن بلير زار الكويت كمبعوث للرباعية، عجب الكثيرون في بريطانيا من ادخال عنصر مشارك في الاعمال التجارية الى اللقاء. وبالفعل بعد وقت قصير من اللقاء وقع أمير الكويت على صفقة كبرى مع فريق الاستشارات لدى بلير، في اطاره سيمنحه هذا خدمات استشارية لتطوير الاقتصاد في الدولة. مبلغ الصفقة بقي حتى هذه اللحظة سريا، ولكن التقديرات المختلفة في وسائل الاعلام البريطانية المحت بمبلغ مقدر بـ 27 مليون جنيه استرليني.
في أبو ظبي أيضا زار بلير ضمن منصبه الرسمي كمبعوث للرباعية، وفي هذه الحالة ايضا زعم أنه بعد وقت قصير من اللقاء وقع اتفاق بين شركة الاستشارات بملكية بلير وبين سلطات ابو ظبي بموجبه يمنح بلير خدمات الاستشارة لابو ظبي مقابل نحو مليون جنيه استرليني في السنة.

مال طائل

تقديرات مختلفة في بريطانيا تعتقد بان أموال بلير تقدر بـ 20 حتى 60 مليون جنيه.كما يتبين من المنشورات المختلفة بان بلير جرف 20 مليون جنيه منذ غادر منزله في داوننغ 10 وانتقل ليشغل منصب مبعوث الرباعية. وهو يعتبر أحد الاشخاص الاثرياء في بريطانيا، والمال الذي جمعه منذ اعتزل منصبه كرئيس للوزراء أكثر من أي مال رئيس وزراء بريطاني آخر منذ الأزل. وخارج الشرق الاوسط ايضا منح بلير خدماته لسلسلة من الشركات كشركة الازياء ‘لوي فيتون’، التي تلقى منها مبلغا من ستة أصفار مقابل الترويج لعلامتها التجارية. ومنذ اعتزاله جرف بلير نحو 9 مليون جنيه استرليني فقط من المحاضرات التي قدمها لمؤسسات مختلفة. ‘ميل أون صاندي’ نشرت في الماضي بان بلير طلب من المركز متعدد المجالات في هرتسيليا 100 الف جنيه مقابل مشاركته في حلقة تمثيل أدوار متعددة المشاركين. اما المركز فقد تخلى في حينه عن هذه المتعة.
‘عندما تسلم بلير وظيفة الرباعية’، كتبت ‘الديلي تلغراف’ تقول، ‘حصل على فرصة خاصة لضمان مكانه في التاريخ من خلال المساهمة في تقدم السلام. ومع أن بلير دفع الى الامام بضعة أمور، الا انه يبدو أنه يتعاطى مع مهمته كوظيفة جزئية، ويسمح لمصالحه الاقتصادية الشخصية بان تندمج بواجباته الجماهيرية. ومثلما هو الحال دوما، ينجح في أن يخرج من هذا أيضا بسلام’.

معاريف الاسرائيلية 25/10/2011

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads