صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

ما لا تعلمه حركة 20 فبراير…الجماعات المحلية بوابة تكريس ثقافة الجهل والفساد!!

في أول مسيرة سلمية التي دعت إليها حركة 20 فبراير بعدما ضربت موعدا بساحة باب الأحد حيث التقت والتقى أكبر رجل أعمال الشعبي معها الذي ظهر بصورة الإنسان الذي يوزع الماء على المتعطشين للديمقراطية ،وهو ماء العين التي سلبت من ساكنتها قصرا ومن دون مناقشة شارك في تفويتها المجلس القروي المغلوب على أمره ،وتلقى الرخصة من وزارة الصحة التي كما يقول العامة “الله يعطيها الصحة في تعطيش الدواوير”وتقوم ب”تزيد الخل في ك…المعلوف”الشباب الفبرايري طبعا كان من كثرة شعاراته يسقيه الشعبي بماء الفقراء “كلا وقرعتو”وكان حينها الشعبي محاطا بسياج من المناضلين يتقدمهم أعضاء بحزب العدالة والتنمية ،وبعض أعضاء العدل والإحسان.

ومن خلال ذلك المشهد الرهيب، والأليم تكونت لنا فكرة أن حركة 20 فبراير لن تستطيع الصبر مع ذئاب متمرسين في اصطياد كل من يرون فيه مصلحة ظرفية لأن الحسابات السياسية أقوى وكبيرة من شباب يتطلع إلى الديمقراطية،ويتطلع إلى انتخابات حرة ونزيهة.

صوت الشباب يعلو في الشارع ،والشعبي الملياردير متوقف لا يقول كلمة بل هدفه حينها توجيه رسالة إلى من يهمهم الأمر ،وكم كان يحز في أنفسنا ونحن نرى هؤلاء الشباب المتعلم الفقير، والذي يبحث عن توزيع عادل للثروات ،والحق في الشغل ،والتطبيب ،والحرية ،والعدالة أن يجد نفسه مقيدا برجال أعمال لن ينال منه إلا الفتات ،وهو الأمر الذي ينطبق على الأحزاب السياسية التي أسالت لعابها مثلما تسيل لعاب الأفاعي على البشر أو الحيوان ،وتركوهم أجسادا بلا صوت .

وطبيعيا أن نسمع أحزابا سياسية تتبنى شعارات شباب حركة 20 فبراير ،ليس انطلاقا من الغيرة على الشباب بل لمنعها ،وتلجيمها على فضح ممارستها، لأن شباب حركة 20 فبراير لو اهتم بالسياسات المحلية ،والمجال المحلي ،وتدبير الأحزاب السياسية للشأن المحلي لكان ربح الرهان في تطهير المدن والبوادي من الفساد ،والمفسدين ،وهو الجرثومة التي استئصالها يتطلب درجة من الحكمة والتعقل لتفتيت بدور الفساد الذي ينتشر كالفيروس ويؤثر سلبا في السياسات الحكومية.

لماذا نستهدف الجماعات المحلية ،لان الجماعات المحلية لها مسؤوليات كثيرة في التخطيط المحلي ،ولها ميزانيات ضخمة في كل المجالات والقطاعات ،وليست مجرد مكاتب للتصديق على الإمضاءات ،والحصول على شهادة الوفاة،ولا وكالات سياحية خاصة بالمنتخبين المحليين،بل يتعدى الأمر ذلك منه ما هو رياضي ،و ثقافي،و جمعوي،إضافة إلى مسؤولية التوظيف ،والتشغيل على الصعيد المحلي آو الجهة،وطبيعيا أن الجماعات تتوفر على قنوات للحوار مع الحكومات لكن ما الذي يجري لجماعاتنا المحلية ،أولا سوء الفهم لأن الشأن المحلي يظل ثانويا بالنسبة للمواطن علما أنه عمل يومي مرتبط بعموم الساكنة ،إضافة أن الجماعات المحلية لا تنال حظها من التغطية الإعلامية مما يقوض السياسية المحلية ،ويجعلها حكرا للمنتخبين المحليين يفعلون ما أحل لهم وطاب،بل يبدعون في تقديم أتاوات على الشباب لتدمير نفسه بالقرقوبي ،والحشيش ،”وايطرو روج”،ولذلك نجد مثلا شباط ينتعش في بلدية فاس بهذا السلوك الذي يعد جريمة يعاقب عليها القانون ،وأمثاله طبيعيا كثيرون لكن للأسف الجماعات المحلية هي بوابة تكريس ثقافة الجهل بدل تكريس ثقافة الحفاظ على المدينة وساكنتها ،وانظروا إلى عاصمة الرباط هي نموذج للجماعات في الفساد والأزبال ،وانظروا كيف تحولت الهرهورة إلى ملكية لوريفاج ،وانظروا إلى فاس التي هجرها أولاد الناس”ا للي منحاس”وبقي فيها شباط كالثور الذي هجر بلاصا طورو يهرج في كل شيء والهدف شغل بال الرأي العام بالتفاهات ،حتى لا يحاسبه أحد على ميزانية الشارع، وحتى لا يخضع للتدقيق والمحاسبة من خلال دفتر التحملات.

إن كانت حركة شباب 20 فبراير ظاهرة صحية في المغرب من خلال فضحها الفساد،فان استئصاله يجب أن يطال محاسبة المنتخبين المحليين ،لأنهم عنوان لأي إصلاح يتطلع إليه الشباب ،والشعب.

 

أبو ميسون

معاريف بريس

www.maarifpress.com         .      

 

 

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads