صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يبرز قوة السلاح الديبلوماسي الأمريكي



انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والانفصال عن هذا الاطار الأوروبي سيكون له تداعيات سياسية كبرى ليس على مستوى الاتحاد الأوروبي بقدرما ستكون هناك ضغوطات على حكومات أوروبية، في علاقاتها مع دول المغرب العربي ومنه المغرب الذي له علاقات قوية مع دول الاتحاد الأوروبي خاصة منها فرنسا بصفتها الدولة التي تلعب دورا محوريا في علاقات المغرب والاتحاد الاوروبي.

 انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي تبقى كل المعادلات مفتوحة خاصة في التوجه الأمريكي الجديد،  والسياسة الأمريكية الجديدة “ل”  الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي استطاع في أخر محطة من ولايته الرئاسية من احتواء ديفيد كامرون رئيس وزراء بريطانيا.

 أوباما لعب دورا محوريا في اقناع ديفيد كامرون من قبول طرح الاستفتاء على الشعب البريطاني، والانسحاب من الاتحاد الأوروبي ليبقى القرار السيادي السياسي لبريطانيا في علاقاتها الخارجية لبريطانيا خارج مواقف الاتحاد الأوروبي ، مثل ما هو عليه الحال في القرار السياسي الأمريكي مما يرجح اليوم ،أن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة الى ضمانات أخرى من دول عظمى لتنفيذ سياساتها على دول المغرب العربي، وخاصة المغرب الذي تنظر اليه أمريكا مرة بعيون الرضى، ومرة تنتقده، وفي كل المرات تجد الى جانبه فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي.

في الحياة يتم التقدم وليس التراجع، وهذا الاستفتاء الشعبي يعطي الخيار لمن يريد اعادة العجلة إلى الوراء. في 1975 انضمت بريطانيا إلى الاتحاد. وفي 2016 ستعزز مكانتها في القارة أو تعود لتكون وحيدة. هناك من قالوا إن بريطانيا هي جزيرة عائمة تعرف كيفية الابتعاد أو الاقتراب من أوروبا حسب مصلحتها. فلماذا الابتعاد إذاً؟

الحديث يدور عن تصويت عاطفي. مؤيدو الـ «نعم» يزعمون أنهم سيستعيدون دولتهم. لا يهم من ناحيتهم إذا تراجع الباوند أو الجنيه، أو إذا تعرضت لندن لضربة، أو إذا فقدت بريطانيا منطقة التجارة الحرة الكبيرة، أو إذا طلبت سكوتلاندا مرة اخرى أن تترك المملكة الموحدة. المهم هو الاحترام.
«نعم» إن الانفصال قد يحدث ظاهرة الدومينو الخطيرة، في فرنسا والمانيا وهولندا وغيرها من الدول التي تنتظر ما سيحدث في لندن من أجل المطالبة بخطوة مشابهة.…وتلكم الطامة الكبرى، ومصيبة العالم الجديد اليوم يبنى على مقاس الولايات المتحدة الأمريكية وحدها لا غيرها في تنفيذ القرارات الكبرى ، والاستفتاء البريطاني الذي أدى الى الانفصال عن الاتحاد الأوروبي ما هي الا بداية برنامج من دون داعش  في عهد أبو بكر البغدادي أو القاعدة في عهد بن لادن أو ايمن الظواهري.

هذه أوقات صعبة تمر على الاتحاد. الازمة الاقتصادية في سنة 2008 التي وجدت فيها بروكسل صعوبة في الرد، وازمة اللاجئين ايضا، هي فقط جزء من الاسباب التي تزيد من عدد المتشككين في القارة الذي لا يؤمنون بقوة أمريكا وما يمكن أن تفعله وتقرره عالميا.

 

معاريف بريس

أبو ميسون

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads